صدر عن المجلس السياسيّ لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بيان بمناسبة ذكرى النكبة في فلسطين، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
نستذكر اليوم، وبعد مرور خمسة وسبعين عامًا على الاحتلال الصّهيوني لفلسطين والمقدّسات؛ عمليّات الإبادة التي ارتكبتها العصاباتُ الصّهيونيّة والقوى الإمبرياليّة الدّاعمة للكيان الغاصب، نتيجة التّحالف بين المشروع الصّهيونيّ والمشاريع الاستعماريّة الكبرى، والذي يهدف لمحاربة الوجود الأصيل لسكّان المنطقة، وإحداث التّدمير الرّمزي والمادي لمكوّناتها الرّوحيّة والثقافيّة والدّينيّة، تمهيدًا لزرْع مجتمع استعماريّ استيطانيّ يتولّى، مع الزّمن، المهام المركزيّة في توسيع المشاريع الاستعماريّة في منطقتنا.
وعلى ذلك، فإنّ ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير يؤكّد الآتي:
1- أنّ نكبة فلسطين (1948م) هي مشروعٌ اجتثاثيّ قائمٌ ومتواصلٌ، ولا يقتصر على حدود فلسطين المحتلّة وجوارها، لأنّ الكيان الصّهيونيّ لم يكن مجرّد جماعات عنصريّة متوحّشة جرى تجمعيها لخدمةِ أغراض الإمبراطوريّة البريطانيّة في ذلك الوقت، فما حصلَ هو انعكاسٌ للطبيعةِ العدوانيّة لهذا الاحتلال الصّهيوني، وارتباطه الوظيفيّ بالقوى الاحتلاليّة الاستعماريّة التي تستهدف كلّ ما هو أصيلٌ في هذه المنطقة وشعوبها، وهو ما ينبّئ بالخطر الدّائم وغير الهيّن الذي يتستّر وراءه هذا الكيان المؤقت.
2- أنّ موقف التّضامن مع فلسطين المحتلّة، والدّعم الكامل للمرابطين والمقاومين؛ هو موقف دينيّ وأخلاقيّ وإنسانيّ، لا يخضع للتغيّر أو التبدّل، وهو أيضًا موقفٌ دفاعيّ من جانب كلّ شعوب المنطقة ومحورها المقاوم في وجه التّهديد الصّهيونيّ، وهذا يعني أنّ التّضامن مع فلسطين ومقاومتها ودعمهما ونصرتهما هي مشاركة مباشرة في ردْع المخطط الصّهيونيّ، والتّصدّي لتمدّداته، ومنه مواجهة مشاريع التّطبيع ومقاومتها بكلّ السّبل المتاحة، منعًا لوقوع نكباتٍ أخرى، كما يُخطّط له مثلًا في البحرين بعد التّطبيع مع الكيان الخليفيّ.
إنّنا ندعو شعوبَ المنطقة، ولا سيّما في البلدان التي تعاني من مشاريع التّطبيع؛ إلى مزيدٍ من الحذر والإعداد الكافي لمواجهةِ التّطبيع، وتنويع وسائل مقاومته، ونثمّنُ الجهودَ والبرامج التي تبذلها القوى الأهليّة في دول الخليج، ومن ذلك إصرارها على إحياء ذكرى النكبة في هذا العام، وإعلاء الموقف الرّافض للكيان المحتلّ، والتّضامن الكامل مع فلسطين وشعبها ومقاومتها، والأمل في أن يتبلورَ عن ذلك إطارٌ شعبيّ واسع يضمّ عمومَ القوى الأهليّة في الخليج، ويكون مبادرة أساسيّة في إحباط مشاريع التّطبيع في المنطقة، وخاصّة على مستوى التّلاعب في المناهج المدرسيّة والعبث في هويّة المجتمع وثقافته الأصيلة؛ وهنا نحذّر الكيانَ الخيانيّ في البحرين من مغبّة الإيغال في تمرير المشاريع الصّهيونيّة، ونجدّد الحقّ الشّرعي والقانونيّ لشعبنا في مقاومة مثل هذه الخطط الخيانيّة، وبكلّ الوسائل المشروعة.
في الختام، نباركُ لشعبنا الفلسطينيّ ومقاومته الشّريفة نصرهم الجديد في معركة «ثأر الأحرار»، وهو نصرٌ لكلّ شعوب ودول المحور المقاوم، وخطوة أخرى على طريق زوال الكيان الصّهيونيّ المؤقت من الوجود.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الثلاثاء 16 مايو/ أيّار 2023م