أكّد الأمين العام لحزب الله «سماحة السيد حسن نصر الله» أنّ من بين نقاط قوّة حركات المقاومة في المنطقة قدرتها العالية على ترميم بنيتها القياديّة بسرعة.
وخلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد القائد الجهادي مصطفى بدر الدين «السيد ذو الفقار»، يوم الجمعة 12 مايو/ أيّار 2023 شدّد سماحته على أنّ المقاومة الفلسطينيّة لم تضعف ولم تتخلخل قدراتها، بالرغم من كل الاغتيالات التي طالت قادتها، بل على العكس تمامًا، فقد أعطت هذه الدماء الزكيّة دفعًا للأمام، كما أنّها اليوم قويّة ومتماسكة وصامدة، وترفض الخضوع والاستسلام.
ورأى أنّ من بدأ العدوان في هذه الجولة في فلسطين هو «نتنياهو» باغتيال القادة الشهداء من سرايا القدس وعوائلهم من نساء وأطفال، ولفت إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة منعت إصدار بيان إدانة لقتلها النساء والأطفال في غزة، والعالم قد سكت عن هذه الجريمة، مؤكدًا أنّ لرئيس وزراء حكومة العدو بنيامين نتيناهو دوافع عدة من هذا العدوان، منها استعادة الردع وترميمه، والهروب من المأزق الداخلي، ومعالجة التفكك الحاصل في ائتلافه الحكومي، وتحسين وضعه السياسي والانتخابي، مذكّرًا أن حساباته كانت خاطئة، حيث كان القرار الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي وتحييد باقي الفصائل وإحداث فتنة في بيئة المقاومة، وضرب البنية القيادية لسرايا القدس، وتفكيك القيادة المباشرة للقوة الصاروخية، ملمحًا إلى فشل رهان نتنياهو الذي كان يعتقد أنّ هذه الخطة كفيلة بالقضاء على القيادة العسكرية للجهاد الإسلامي وإعادة ترميم منظومة الردع مع غزة، وعودة سياسة الاغتيالات، وتوجيه رسائل إلى حزب الله في لبنان.
وشدّد السيّد نصر الله على أنّ أيّ عملية اغتيال في المستقبل لن تمر، وإنما ستؤدي إلى مواجهة واسعة، معتبرًا أنّ هذه النتيجة هي ببركة الوحدة بين الفصائل الفلسطينيّة، متوجهًا إليها بالتقدير على تعاونها وإدارتها الحكيمة لهذه المعركة، لافتًا إلى أنّ معركة غزة مهمة وتأثيراتها لا تقتصر على القطاع بل على عموم المنطقة، مؤكّدًا أنّ المقاومة الإسلاميّة في لبنان على اتصال دائم مع قيادات الفصائل، وتراقب الأوضاع وتطوراتها، وتقدمّ في حدود معينة المساعدة الممكنة، ولكن في أي وقت تفرض المسؤولية عليها القيام بأي خطوة أو خطوات، فلن تتردد.