قالت أستاذة العلاقات الدوليّة والدبلوماسيّة في جامعة الشام «الدكتورة صفاء قدور» إنّ إحياء يوم القدس العالميّ هو واجب إنسانيّ وأخلاقيّ على كلّ إنسان في هذا العالم.
وأوضحت في كلمتها في المهرجان الخطابي العاشر الذي أقامته الهيئة النسويّة في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير يوم الجمعة 14 أبريل/ نيسان 2023 تحت شعار «الضفة درع القدس» أنّ الإمام الخمينيّ «قده» عندما أعلن هذا اليوم انطلق من عدّة منطلقات، أوّلها: مبادئ الدين الإسلاميّ السمحة التي تؤكّد إنسانيّة الإنسان بغضّ النظر عن دينه أو طائفته أو مذهبه أو عرقه، وتؤكّد أيضًا أنّ الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان واستخلفه في هذه الأرض ليعمّر الكون وينشر مبادئ العدالة والمساواة والمحبّة بعيدًا عن الظلم والهر والإقصاء والقتل والإجرام.
وأضافت قدور أنّ المنطلق الثاني كان مما لمسه سماحته من ظلم وقع على الشعب العربيّ الفلسطينيّ على يد قوى الاستكبار العالميّ على تجميع العصابات الصهيونيّة من جميع أنحاء العالم لوضعها في فلسطين بدلًا من شعبها، مشيرة إلى أنّ هذه العصابات لا تدين بأيّ ديانة بل تعمل بتعاليم كتابها التلمود المحرّف عن التوراة، والذي يضمّ مجموعة من التعاليم المنافية لجميع القيم الإنسانيّة ومبادئ الديانات السماويّة الثلاث وتعاليمها، فهي تحضّ على الإجرام والقتل، وقد عملت بها العصابات الصهيونيّة المجرمة ومارست قمّة الوحشيّة بحقّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ وارتكبت به المجازر الجماعيّة وعملت على تشريده وسلب حقوقه.
وقالت إنّ المنطلق الثالث هو اختيار تسمية هذا اليوم بـ«يوم القدس العالمي»، إذ له عدّة دلالات ومعانٍ، فكلمة العالميّ اختارها سماحته ليحمّل البشريّة جمعاء مسؤوليّتها تجاه شعب فلسطين والوقوف إلى جانبه ورفع الظلم عنه واستعادة حقوقه، والقدس في الشعار لما لها من أهميّة ومنزلة رفيعة المستوى عند أصحاب الديانات الثلاث: الإسلاميّة والمسيحيّة واليهوديّة، ولما تحتويه من معالم تاريخيّة ودينيّة، ولأنّها أيضا الأرض التي انطلق منها العديد من الرسل لتبليغ رسالاتهم ووجود أضرحة بعضهم فيها، كما أنّها المكان الذي عرج منه الرسول «ص»، وفيها المسجد الأقصى الذي هو أولى القبلتين للمسلمين، وكنيسة القيامة التي تعدّ محجًّا لملايين المسيحيّين من جميع أنحاء العالم، وحائط البراق الذي يعتقد اليهود أنّه يحتوي على تابوت العهد ولوحة الوصايا العشر.
وشدّدت أستاذة العلاقات الدوليّة على أنّ الإمام الخميني «قده» قد أعطى من خلال هذا اليوم القضيّة الفلسطينيّة بعدها الإنسانيّ، وحمّل البشريّة جمعاء قضيّة مناصرة الفلسطينيّين لاستعادة حقوقهم ورفع الظلم عنهم، لافتة إلى أنّ استمرار الدعوة بهذا الزخم إلى هذا الوقت هو هذه التسمية التي اختارها سماحته.
ووجّهت الدكتورة قدور في ختام كلمتها التحيّة لشعب البحرين، راجية له نيل عدالته وحقوقه، وتحقيق أهدافه التي خرج من أجلها، وأن تتوّج ثورة 14 فبراير بالنصر على الظالمين.