قالت الهيئة النسويّة في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إنّ إعلان يوم القدس العالميّ على يد الإمام الخمينيّ الراحل «قده» لهو رؤية ذات مضامين بعيدة المدى وعميقة الأثر.
وأكّدت في كلمتها التي ألقتها في المهرجان الخطابيّ النسويّ العاشر يوم الجمعة 14 أبريل/ نيسان 2023 تحت شعار «الضفة درع القدس» أنّ هذا الإعلان جعل فلسطين قضيّة الأمّة بأجمعها، بل أكثر من ذلك جعلها قضيّة على المستوى العالميّ، بعدما بقيت عشرات السنين أي منذ احتلالها حتى تاريخ إعلان هذا اليوم، ضمن دائرة جغرافيّتها، موضحة أنّ هذا كان هدفًا عمل عليه الكيان الصهيونيّ ومن ورائه أمريكا بأن تُفصل فلسطين وشعبها عن عمقها العربيّ والإسلاميّ والدينيّ والتاريخيّ لإضعاف القوّة الحاضنة والحامية لها، واقتصار الصراع في داخلها على الفلسطينيّين وحدهم بعد تخلّي الكثير من أبناء دينهم وقوميّتهم وشركائهم في التاريخ والجغرافيا عنهم.
وأضافت نسويّة الائتلاف أنّه منذ نحو 44 عامًا نجح الإمام الخمينيّ في إعادة البوصلة إلى اتجاهها الصحيح، فلسطين وقدسها ومسجدها الأقصى، حين وعت الشعوب الحرّة أبعاد رسالته بتحويل القضيّة الفلسطينيّة إلى قضيّة عالميّة، وهو ما يشهده العالم في كلّ عام عبر المظاهرات المليونيّة في مختلف الدول، والشعارات المنادية بتحرير فلسطين وإخراج الصهاينة المحتلّين منها، ورفض التطبيع مع كيانهم المؤقت الآخذ بالتهالك والتهاوي، وعبر إيمان الشعوب والأحرار بأنّ هذا اليوم هو يوم الفصل بين الحقّ والباطل، وهو يومٌ للمستضعفين والمسلمين لينطلقوا فيه لتأكيد تحقيق الوعد الإلهي بتحرير كلّ فلسطين.
وشدّدت على أنّ النضال من أجل فلسطين اليوم لم يعد محصورًا في إظهار قضيّتها ومظلوميّة أهلها ودعمهم ومساندتهم معنويًّا وماديًّا، بل صارت مسؤوليّة الشعوب رفض التطبيع مع الصهاينة الذين نجحوا في اختراق منظومة بعض الحكّام العرب المستميتين على عروشهم بدفعهم إلى توقيع «اتفاقيّات التطبيع» في محاولة لتغيير صورة هذا الكيان أوّلًا والسماح له بالتمدّد داخل البلدان العربيّة ثانيًا، مؤكّدة أنّ التمسّك أكثر بالقضيّة الفلسطينيّة ورفض أيّ علاقة تطبيع مع الكيان الصهيونيّ المجرم الإرهابيّ هو واجب وتكليف إلهيّ بالوقوف بوجه هذه المشاريع الخطرة والعمل على إنهائها عبر رفض كلّ أشكال هذا التطبيع «الثقافيّة والاقتصاديّة والسياسيّة والرياضيّة والفنيّة»، وكذلك مواجهة مصطلح التطبيع الذي يعدّ من أبرز مفردات الهزيمة والخيانة والتراجع عن نصرة قضيّة الأمّة.
وقالت الهيئة النسويّة إنّه «عامًا بعد عاد يثبت الشعب الفلسطينيّ أنّه عصيّ على الهزيمة، ويثبت العدوّ أنّ عدّه التنازليّ نحو نهايته قد بدأ، ونحن في البحرين مصرّون على موقفنا الذي لا يتزحزح وهو أنّ فلسطين هي قضيّتنا الأولى والأخيرة والأبديّة، ماضون من هنا ونحن على درب ثورتنا من أجل تقرير مصيرنا كشعب حرّ أبيّ نحو تحريرها من دنس الصهاينة، وهنا نوجّه أسمى التحايا لكلّ فلسطينيّ وفلسطينيّة، ولشهدائهم الأبرار، ومعتقليهم الأحرار، وأمهاتهم الصامدات على صمودهم وثباتهم».
ووجّهت في ختام كلمتها الشكر والتقدير إلى الشخصيّات المناضلات اللواتي شاركن في هذا الحفل: من فلسطين «الدكتورة مريم أبو دقة والأستاذة رهام القيق»، ومن لبنان «الإعلاميّة الأستاذة بثينة علّيق والأسيرة المحرّرة الحاجة ماجدة فقيه»، ومن اليمن «الأستاذة سميّة الطائفي»، ومن سوريا «الدكتورة صفاء قدور»، ولحرائر سترة وعالي والدراز.