شهدت مدن الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة تظاهرات مليونيّة يوم الجمعة 14 أبريل/ نيسان 2023 إحياء ليوم القدس العالميّ.
فمنذ الصباح الباكر احتشد الإيرانيّون في الساحات والشوارع في كافة أنحاء الجمهوريّة دعمًا للقضيّة الفلسطينيّة، حيث جابوا أرجاء أكثر من ألف مدينة وقرية، بشعارات «الموت لأمريكا والموت لإسرائيل»، مشدّدين على تحرير القدس وإنقاذ الشعب الفلسطينيّ من براثن الاحتلال الصهيونيّ واعتبار أيّ شكل من أشكال التطبيع خيانة لا تغتفر.
وصدر في ختام هذه التظاهرات بيان أيّده المشاركون بإطلاق هتافات «الله اكبر»، جاء فيه:
«إنّ بيت المقدس والمسجد الأقصى مهبط للوحي ومحلّ منزّه للعديد من الأنبياء والقبلة الأولى للمسلمين، وأرض فلسطين الدامية بشهدائها المضرّجين بدمائهم، تمثّل النقطة المحوريّة للعالم الإسلامي، ومحورًا لوحدة الأمّة الإسلاميّة وتعاضد المسلمين، وهي القضيّة المشتركة الأهم والأكثر حيويّة بين الأمّة الإسلاميّة، وتجسّد الكابوس الدائم للصهاينة وحماتهم الأمريكان والأوروبيّين.
واليوم وبعد 44 عامًا من المبادرة التاريخيّة لمفجّر الثورة الإسلاميّة الإمام الخمينيّ «رض»، وبقيادة خلفه الصالح الإمام الخامنئي، ومن خلال توحيد أمّة النبيّ الأعظم «ص»، وأبناء الشعوب الحرّة حول قضيّة تحرير القدس الشريف وإنقاذ الشعب الفلسطينيّ المضطهد، تمّ إحباط الاستراتيجيات الشيطانيّة لأمريكا وحلفاء البيت الأبيض في المنطقة وخارجها، في توفير الأمن المستدام للصهاينة في الأراضي المحتلة، حيث يواجه الكيان الصهيونيّ المؤقّت الغاصب تطوّرات جديدة في جبهة المقاومة واتساع نطاق لهيب الانتفاضة المقدّسة إلى الضفة الغربية بل إلى جميع أنحاء الأراضي المحتلة، ويجد نفسه متورطًا أمام تحدّيات أمنيّة وانهيار داخليّ، الأمر الذي يسرع زواله الحتمي.
وأعلن المشاركون في المسيرات العامة ليوم القدس العالمي في إيران أنّ الشعب الإيراني الغيور يرى أنّ وحدة العالم الإسلامي وتضامنه هي المفتاح للتغلب على الاستكبار العالمي ومؤامراته، وبحمد لله تمكّنت جبهة المقاومة في الوقت الراهن من سلب زمام المبادرة من الصهاينة ووضعت الحكومة الفاسدة للديكتاتور المفلس نتنياهو، في موضع انفعالي، ودفعت الكيان القاتل للأطفال نحو الزوال التدريجي، وفيما عمّت الأراضي المحتلّة حالة من التزلزل السياسي والشرخ الثنائي العميق في الكيان اللقيط، والاحتجاجات الداخلية وزيادة هروب ساكني المدن المحتلة، فنحن نؤمن أنّ التسريع في زوال الكيان الصهيوني المؤقت وانهياره ووصوله إلى نقطة اللاعودة، تشكّل أولوية العالم الإسلامي والدول الإسلاميّة».