أطلقت قوى المعارضة في البحرين مع محور المقاومة الشعار الموحّد لـ«يوم القدس العالميّ» للعام 2023، وهو بعنوان: «الضفة درع القدس».
ورأى الكاتب الفلسطينيّ «الدكتور مصطفى اللداوي» أنّ اختيار هذا الشعار ليكون الشعار الجامع لكلّ الأنشطة والفعاليّات المنوي عقدها وإقامتها في مختلف الساحات، ولتكون الضفّة بمدنها وبلداتها وقراها ومخيّماتها محلّ اهتمام الأمّة العربيّة والإسلاميّة ومحطّ أنظارها، سيكون سببًا في رفع اسمها في فعاليّات يوم القدس العالمي على مستوى العالم كلّه، وستُرسم خارطتها، وسيُحدّد مكانها، وسيُذكر أهلها وسُيعرف أبطالها، وستُسلط الأضواء على تاريخها، وعلى العمليات الجهاديّة التي قام بها مقاوموها، وسيعرف المسلمون في كلّ مكانٍ قدرها ومكانتها، ودورها وأهميّتها، وثباتها وصمودها، ومقاومتها ونضالها، وتضحياتها وعطاءاتها، ومعاناتها وآلامها.
وأضاف في مقال له نشر على موقع المنار أنّ الناس سيعلمون من خلال فعاليّات يوم القدس العالمي التي ستجوب دول العالم كلّه، أنّ الضفّة ليست مجرّد أرض ومساحة جغرافيّة، وإنّما هي أرض مباركةٌ مقدسة فيها مدينة القدس بأقصاها ومسراها، وقبة صخرتها المشرفة.
ورأى اللداوي أنّ الضفّة استحقّت وصفها بأنّها درع القدس، فقد أثبتت في السنوات الأخيرة أنّها قلب فلسطين النابض، وجمرتها المتقدة التي لا تخبو، ونارها المشتعلة التي لا تنطفئ، وثورتها المستمرة التي لا تضعف، ومقاومتها الأبيّة التي لا تلين، ورجالها الأبطال الذين لا يخافون، وأهلها الكرام الصابرون الذين لا يجزعون، وشبانها الشجعان الذين يهبون للثأر ولا يتأخرون، ويعجلون في الانتقام ولا يترددون، وهم يشدّون الرحال إلى المسجد الأقصى وفيه يرابطون وعنه يدافعون، وفي سبيله يجاهدون وفي رحابه يستشهدون، ودوماً يلبون نداء القدس كما مسجدها، ويهبون لنجدة أهلها وبلداتها.
وأكّد الكاتب الفلسطينيّ أنّ أهل الضفة الغربيّة لا يغيبون عن معارك القدس أبدًا، ولا يتركونها وحدها في مواجهة المحتل الذي يهوّدها ويشطب هويّتها، ويطرد أبناءها ويهدم بيوتها، ويغتصب حقوقها ويصادر ممتلكات أهلها، بل يقفون معها ويساندونها، وينبري إليها أبناؤها لنصرتهم والعمل معهم، ويهبون لنجدتها ليكونوا فعلًا درعها الحامي وقوسها الضارب، ما يسبّب غيظ العدوّ الصهيونيّ عليهم فيحقد ويصبّ جام غضبه عليهم، ويحاول القصاص منهم والتضييق عليهم، وقتل أبنائهم وإعدام مقاتليهم، وهو لا ينفكّ يحاول تفكيك مجموعاتهم وهزيمة كتائبهم، ويعمل بكلّ السبل الممكنة لتجفيف منابعهم ونزع سلاحهم، وإحباط جهودهم وإنهاء مقاومتهم، ولكنّه يحبط أمام أبناء الضفّة الغربيّة الذين يضجون قوةً وحيويّة، وتغلي دماؤهم غيرةً وحماسةً، ويصدّونه ويتحدون إرادته.
وختم الدكتور اللداوي بشكر لجنة إحياء يوم القدس العالمي التي اعتادت دائمًا أن تبتكر في شعاراتها، وأن تجدد في عناوينها، وأن تختار ما يناسب المرحلة ويخدم الأمّة، وأن تطلق ما يقلق العدو ويربكه، وفق تعبيره.