قال ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إنّه أعلن قبل ستّ سنوات «اليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين»، وذلك في أوّل يوم جمعة من شهر رمضان من كلّ عام، تأسيسًا على الموقفِ الوطنيّ والسّياديّ الجامع الذي عبّر عنه المواطنون، سنّة وشيعة، على مدى عقودٍ متواصلةٍ من النّضال والحراكِ الشّعبيّ الذي طالبَ بالحريّةِ والاستقلال.
وفي بيان لمجلسه السياسيّ بمناسبة «اليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين» يوم الجمعة 24 مارس/ آذار 2023 أكّد أنّ هذا الموقف الشعبيّ الوطنيّ تجلّى في إرادةِ المواطنين التي عبّر عنها نصُّ القرار الذي سجّله المبعوثُ الأممي «جيوشاردي» في العام 1970 وهو أنّهم يطالبون بـ«دولةٍ مستقلّة وسيادة كاملة وحرّة في أنْ تقرّر بنفسها علاقاتها مع الدّول الأخرى»، كما أيّدهم في ذلك برلمانُ الاستقلال (١٩٧٣) ما أدّى- من بين أسبابٍ أخرى- إلى حلّه وإلغاءِ الدّستور العقدي، وهو ما أثبتَ أنّ النّظامَ الخليفيّ عوّلَ على الوجود الأجنبيّ غير الشّرعيّ ليزيد من ترسيخ استبداده المطلق، وتصعيد مواجهة المطالبِ الوطنيّة والشّعبيّة.
وشدّد ائتلاف 14 فبراير على أنّ وجود القاعدة الأمريكيّة في البحرين (الجفير)، وعودة القاعدة البريطانيّة إلى البلاد في العام 2014 يمثّلان نقضًا فاضحًا لقرار استقلالِ البحرين، مؤكّدًا أنّ نظام آل خليفة، وبدعم من القوى الأمبرياليّة في لندن وواشنطن، تسبّبَ في إعادة تشكيلِ الوضع الاستعماريّ في البحرين واستلابِ سيادتها، رعايةً لمصالح أجنبيّةٍ معادية وتعارضًا مع الإرادةِ الشعبيّة الحُرّة، لافتًا إلى أنّ ذلك يُعدّ انتهاكًا صريحًا لميثاقِ الأمم المتّحدة حول حقّ الشّعوب في تقرير مصيرها، فضلًا عن مخالفته قرار الاستقلال المشار إليه، وهو جريمة قانونيّة وسياديّة بيّنة وتأكيد آخر للسّياسةِ الثّابتة لآل خليفة في الانقضاض على سيادةِ البحرين وسلبها استقلالها الحقيقيّ.
وأضاف أنّ الطّبيعة الاحتلاليّة لآل خليفة في اجتذابِ الأجانب المستعمرين، ولا سيّما مع انعدام الثقة وتعمُّق القطيعة القائمة بينهم وبين المواطنين الأصليّين، هي ما دفعَهم ليشْرَعوا الأبواب أمام القوى الأجنبيّة – الإقليميّة والدّوليّة- (وصولًا إلى الكيان الصّهيونيّ)، لتبني لها قواعد عسكريّة وأمنيّة واستخباريّة على أرض البحرين، ظنًّا أنّ ذلك يُتيح استمراريّة نظامهم الدّيكتاتوريّ، وتوفير الدّعم والغطاء على انتهاكاتهم وقمْعهم للمطالباتِ الشّعبيّة الديمقراطيّة، موضحًا أنّ رفض الوجودِ الأجنبيّ الاستعماريّ في البحرين وتأكيد حقّ الشّعبِ في الحفاظ على سيادته واستقلاله الوطنيّ هما الوجه الآخر (المُلازِم) لرفْض الطغيانِ الخليفيّ، وللنّضالِ الشامل من أجل إسقاط منظومةِ الفساد والاستبداد في البلاد.
وقال ائتلاف 14 فبراير إنّ الوجود العسكريّ الأمريكيّ (مثل البريطانيّ) واجه معارضة شعبيّة مستمرّة ومتنامية، وبأشكال مختلفة، لكنّ النّظام سرعان ما انقلبَ على تعهّده للشعب بطرده تحت ضغط الأمريكيّين آنذاك، وطمعًا في الإيجار السّنوي للقاعدة، ليتمدّد هذا الوجود العسكريّ الأمريكيّ مع تأسيس الأسطول الخامس في أواخر مارس1979، واتّخاذ البحرين مقرًّا له، والذي كان وكرًا للمؤامراتِ والحروبِ والأزمات التي غرَق فيها الخليج منذ ذلك التّاريخ، في حين تحوّلت القاعدة في الجفير، مع الوقت، إلى مقرّ لعموم القواعد الأمريكيّة وتشكيلاتها العسكريّة (العدوانيّة) في المنطقة.
وجدّد في اليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين رفضه ورفض شعب البحرين وجود كلّ القواعد الأجنبيّة العدوانيّة والتّخريبيّة، مدينًا الدّورَ الذي تتولاّه القواعد الأمريكيّة في البلاد على مستوى التّغطيةِ على جرائم النّظام، وتفخيخ الأزمات والمؤامرات في المنطقة، ومؤيدًا في هذا الخصوص الموقف التّحرّري لقوى محور المقاومة التي دعت إلى إخراج القوّات الأمريكيّة من غرب آسيا، والعمل على إخمادِ الفتن والحروبِ التي تتسبّبُ فيها بين شعوب المنطقة، مؤكّدًا في الوقت نفسه حقّ هذه الشّعوب في المقاومة المشروعة لأيّ وجود أجنبيّ يُعاديها ويتآمرُ على آمالها في الحريّة والاستقلال والحياة الكريمة.