صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير بيان بمناسبة «اليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين»، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
أعلن ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير قبل ستّ سنوات «اليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين»، وذلك في أوّل يوم جمعة من شهر رمضان من كلّ عام، تأسيسًا على الموقفِ الوطنيّ والسّياديّ الجامع الذي عبّر عنه المواطنون، سنّة وشيعة، على مدى عقودٍ متواصلةٍ من النّضال والحراكِ الشّعبيّ الذي طالبَ بالحريّةِ والاستقلال، والذي أخذ انعطافًا مهمًّا بعد الاستقلال عن المستعمر البريطانيّ في العام ١٩٧١.
وقد تجلّى هذا الموقف الشعبيّ الوطنيّ في إرادةِ المواطنين التي عبّر عنها نصُّ القرار الذي سجّله المبعوثُ الأممي «جيوشاردي» الذي بدأ مهمّته في البحرين بتاريخ ٣٠ مارس/ آذار ١٩٧٠م، وغادَرَها في ١٤ أبريل/ نيسان من العام نفسه، ليُصدر في الثاني من مايو/ أيّار تقريرًا من ١٣ صفحة خلاصته أنّ المواطنين يطالبون بـ«دولةٍ مستقلّة وسيادة كاملة وحرّة في أنْ تقرّر بنفسها علاقاتها مع الدّول الأخرى»، وعلى هذا المنوال، جاء برلمانُ الاستقلال (١٩٧٣) ليُمارس دوره السّياديّ في رفْض القواعد الأجنبيّة في البلاد، لكونها تتعارضُ مع مبدأ السّيادةِ الكاملة والحرّة التي أصّلها قرارُ استقلال البحرين، ما أدّى- من بين أسبابٍ أخرى- إلى حلّ البرلمان وإلغاءِ الدّستور العقدي، وهو ما أثبتَ أنّ النّظامَ الخليفيّ عوّلَ على الوجود الأجنبيّ غير الشّرعيّ ليزيد من ترسيخ استبداده المطلق، وتصعيد مواجهة المطالبِ الوطنيّة والشّعبيّة.
بناء على ذلك، فإنّ ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير يشدّد على الحقائق والمواقف الآتية:
١- إنّ وجود القاعدة الأمريكيّة في البحرين (الجفير)، وعودة القاعدة البريطانيّة إلى البلاد في العام ٢٠١٤م يمثّلان نقضًا فاضحًا لقرار استقلالِ البحرين (رقم ٢٧٨) الصّادر عن مجلس الأمن في ١١ مايو/ أيّار ١٩٧٠م، والذي أكّد نصّ ما وردَ في تقرير «جيوشاردي». وهو ما يعني أنّ نظام آل خليفة، وبدعم من القوى الأمبرياليّة في لندن وواشنطن، تسبّبَ في إعادة تشكيلِ الوضع الاستعماريّ في البحرين واستلابِ سيادتها، رعايةً لمصالح أجنبيّةٍ معادية وتعارضًا مع الإرادةِ الشعبيّة الحُرّة، ما يُعدّ انتهاكًا صريحًا لميثاقِ الأمم المتّحدة حول حقّ الشّعوب في تقرير مصيرها، فضلًا عن مخالفته قرار الاستقلال المشار إليه، وهو جريمة قانونيّة وسياديّة بيّنة وتأكيد آخر للسّياسةِ الثّابتة لآل خليفة في الانقضاض على سيادةِ البحرين وسلبها استقلالها الحقيقيّ. وهنا يضعُ الائتلاف هذا الملفّ القانونيّ بين أيدي المعنيّين، داعيًا إلى عدّه جزءًا مهمًّا في أجندة النّضال السّياسيّ والقانونيّ.
٢- أسهمت الطّبيعةُ الاحتلاليّة لآل خليفة في اجتذابِ الأجانب المستعمرين، ولا سيّما مع انعدام الثقة وتعمُّق القطيعة القائمة بينهم وبين المواطنين الأصليّين، وهو ما دفعَ آل خليفة ليشْرَعوا الأبواب أمام القوى الأجنبيّة – الإقليميّة والدّوليّة- (وصولًا إلى الكيان الصّهيونيّ)، لتبني لها قواعد عسكريّة وأمنيّة واستخباريّة على أرض البحرين، ظنًّا أنّ ذلك يُتيح استمراريّة نظامهم الدّيكتاتوريّ، وتوفير الدّعم والغطاء على انتهاكاتهم وقمْعهم للمطالباتِ الشّعبيّة الديمقراطيّة. وفي النّتيجة، فإنّ رفْض الوجودِ الأجنبيّ الاستعماريّ في البحرين وتأكيد حقّ الشّعبِ في الحفاظ على سيادته واستقلاله الوطنيّ هما الوجه الآخر (المُلازِم) لرفْض الطغيانِ الخليفيّ، وللنّضالِ الشامل من أجل إسقاط منظومةِ الفساد والاستبداد في البلاد.
٣- واجه الوجود العسكريّ الأمريكيّ (مثل البريطانيّ) معارضة شعبيّة مستمرّة ومتنامية، وبأشكال مختلفة، وأخذت مداها الواسع في خريف ١٩٧٣م، وأسهمت في إجبار حكومةِ آل خليفة على إعلان نيّتها إلغاء الاتفاقيّة المعقودة مع الأمريكيّين في ديسمبر/ كانون الأوّل ١٩٧١م، بما في ذلك قاعدة الجفير، لكنّ النّظام سرعان ما انقلبَ على تعهّده تحت ضغط الأمريكيّين آنذاك، وطمعًا في الإيجار السّنوي للقاعدة. وعلى التّوالي، تمدّد هذا الوجود العسكريّ الأمريكيّ مع تأسيس الأسطول الخامس في أواخر مارس ١٩٧٩م، واتّخاذ البحرين مقرًّا له، والذي كان وكرًا للمؤامراتِ والحروبِ والأزمات التي غرَق فيها الخليج منذ ذلك التّاريخ، في حين تحوّلت القاعدة في الجفير، مع الوقت، إلى مقرّ لعموم القواعد الأمريكيّة وتشكيلاتها العسكريّة (العدوانيّة) في المنطقة.
نجدّدُ مع شعبنا في البحرين في يوم الجمعة الأوّل من شهر رمضان المبارك وهو (اليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين) رفضنا وجود كلّ القواعد الأجنبيّة العدوانيّة والتّخريبيّة، وندينُ الدّورَ الذي تتولاّه القواعد الأمريكيّة في البلاد على مستوى التّغطيةِ على جرائم النّظام، وتفخيخ الأزمات والمؤامرات في المنطقة، مؤيّدين في هذا الخصوص الموقف التّحرّري لقوى محور المقاومة التي دعت إلى إخراج القوّات الأمريكيّة من غرب آسيا، والعمل على إخمادِ الفتن والحروبِ التي تتسبّبُ فيها بين شعوب المنطقة، مؤكّدين في الوقت نفسه حقّ هذه الشّعوب في المقاومة المشروعة لأيّ وجود أجنبيّ يُعاديها ويتآمرُ على آمالها في الحريّة والاستقلال والحياة الكريمة.
المجلس السياسيّ – ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير
الجمعة ٢٤ مارس/ آذار ٢٠٢٣م