صدر عن ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بيان بمناسبة الذكرى المشؤومة الثانية عشرة للاحتلال السعوديّ- الإماراتيّ للبحرين، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يزال نظامَ آل خليفة، وكما كان منذ قدومه عنوة للبحرين، يخضعُ لإملاءاتٍ ورهاناتٍ وتدخّلاتٍ خارجيّة، أخذت في أحيانٍ كثيرة أشكالًا عدوانيّة، وأضرّت بسيادةِ الوطن واستقلاله على نطاقٍ واسع ومدمّر، وذلك بهدف الحفاظ على حكمه الجائر.
وفي 14 مارس/ آذار 2011، وبعد أن كادت الثورة تجتثّ حكم النظام المتهاوي لجأ إلى أسياده في المنطقة نظام آل سعود والإمارات ليرسلا قوّاتهما تحت غطاء ما يسمّى «درع الجزيرة» بقيادة السّعوديّة لقمع الشعب الثائر سلميًّا، ما شكّل مسارًا تصاعديًّا في استلابِ السّيادة الوطنيّةِ وانتهاك الإرادة الشّعبيّة، إذ كان هذا الدّخول العدوانيّ عنوانًا دمويًّا للمرحلةِ الاستبداديّة القصوى التي عانت منها البلادُ بعد العام 2011م، ولا سيّما أنّ هذه القوّات الأجنبيّة الدخيلة كانت غطاء مفتوحًا للنّظام الخليفيّ في الإجهاز على الواقع السّياسي المحلّي، وارتكابِ انتهاكات واسعةٍ وغير مسبوقة، بغرض قمع الحراك الشّعبي الدّستوريّ، والانقضاض على الهويّة الأصيلةِ للشعب، من الشّيعة والسّنة، وهو ما جعل هذا التّدخلّ العسكريّ في البلاد إحدى المحطّات الخطرة في تاريخ البحرين والمنطقة عمومًا.
وفي الذكرى المشؤومة الثانية عشرة للاحتلال السعوديّ العدوانيّ للبحرين؛ فإنّ ائتلاف 14 فبراير يذكّر مجدّدًا بالمواقف الآتية:
1- لقد دخلت قوّاتُ درع الجزيرة بقيادة السّعوديّة إلى البحرين بشكلٍ غير شرعيّ، ومن غير سندٍ قانونيّ، وكان غرضها غير المعلن مواجهة الحراك الشّعبي السّلمي، وبذلك أخذت هذه القوّات كلّ مواصفات التّدخّل الاحتلاليّ للبحرين، وتجاوزت، وبشكل سافر، أبسط الأعراف والمواثيق الدّوليّة. ولا يزال شعبُ البحرين ينظر إلى هذا التدخّل على أنّه مثال ساطعٌ على التدخّل العدوانيّ في شؤون الآخرين، مشدّدًا على أن يُنهي النّظام السّعوديّ وجوده الاحتلالي للبلاد، ويكفّ عن التدخّل في شؤون الآخرين.
2- أدّى التّدخّل السعوديّ العسكريّ في البحرين إلى حدوث انعطاف كبيرٍ في المستوى المحلّي، وكذلك في الوضع الإقليميّ والدّوليّ، حيث أكّد هذا الحدثُ الاحتلاليّ أنّ النّظام السّعوديّ لم يتورّط فقط في التآمر على تطلّعات شعب البحرين في الحريّة والعدالة وتقرير مصيره، بل أسّس أيضًا لوضع متأزّم في العلاقات السّياسيّة والاجتماعيّة داخل البحرين، كما كان السببَ المباشر في تأزّم الوضع الإقليمي وتصدُّع الرّوابط التي تجمعُ بين بلدان الخليج وشعوبه، فضلًا عن تعريض أمن الخليج واستقراره لاهتزازات خطرةٍ أتاحت لقوى العدوان الخارجيّ الأخرى التسلّل أكثر إلى المنطقة وإحكام الهيمنة عليها.
3- لم ينجح الاحتلال السّعوديّ للبحرين في إركاع المواطنين ودفعهم للهروبِ إلى المنازل ورفْع راية الاستسلام بل فشل فشلًا ذريعًا، إذ قدّم الحراكُ الشّعبي والنّضالُ السّياسي والحقوقي والاحتجاجُ الميدانيّ مستوياتٍ عالية من الصّمود والتّحدي والثّبات، ومنذ اللّحظة الأولى لدخول قوّات درع الجزيرة، وليس استمرار عنفوان الحراكِ والنّضال والاحتجاج حتّى اليوم إلّا الدّليل القاطع على أنّ أيّ احتلالٍ أجنبيّ لن ينالَ من إرادة الشّعب ولن يجبره على المذلّة والخنوع، وهذه رسالة مفتوحة يرفعها الشّعبُ اليوم أمام العالم وكلّ الذين يعنيهم ما يدور في هذه المنطقة.
ختامًا، ننحني دومًا أمام صمود شعب البحرين الذي قدّم القرابين والشّهداء والتّضحيات، وكان نموذجًا نقيًّا يحتذى به في الصبر والثبات والمقاومة، فهو الذي لا يركعُ لغازٍ مجرم أو طاغية مستبد، ولا ترهبه جحافلُ المعتدين ولا المشانقُ والمدرّعات.. وإنّ شعبًا بهذا السّمو والإيمان والعزيمة لن يكون جزاؤه إلّا النّصر المبين والقريب بإذن الله تعالى.
ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الأربعاء 15 مارس/ آذار 2023م