أكّد منتدى البحرين لحقوق الإنسان أن لا تحسّن في وضع معتقل الرأي «أحمد جعفر» ولا تجاوب مع مطالبه بحقّه في العلاج وتأمين البيئة الصحية الملائمة والحد من المعاملة السيّئة، على الرغم من زيارة المؤسّسة الوطنيّة لحقوق الإنسان له في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2022.
وأعاد المنتدى نشر التقرير الذي وثّق من خلاله حالة أحمد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، وأضاء على أبرز الانتهاكات الحقوقيّة التي تعرّض لها ولا يزال يتعرّض لها منذ اعتقاله، ذاكرًا مجموع الأحكام التعسفية الصادرة بحقه وظروف صدورها والتي يصل مجموعها في 7 قضايا إلى 5 أحكام مؤبّد وحكم بالسجن 10 سنوات، وآخر 3 سنوات، إلى جانب التعذيب وسوء المعاملة المستمر، وحالته الصحيّة الضعيفة وما يحتاج إليه من علاج حيث يعاني من مضاعفات تعرّضه للضرب على صدره وهشاشة العظام وآلام في ظهره ورجله وضعف في البصر.
كما لفت التقرير إلى الشكاوى التي تقدم بها أحمد وعائلته إلى مختلف الجهات المعنية ولم يتلقَّ بعدها أيّ نتيجة فعلية تضع حدًّا للانتهاكات، وآخرها كان في 26 أكتوبر/ شترين الأوّل 2022 حيث تقدّمت العائلة بمجموعة شكاوى إلى المؤسسة الوطنيّة لحقوق الانسان، وجاءها الرد السلبي بتاريخ 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 حول جميع المطالب التي تقدّمت بها.
وكانت وزارة داخليّة النظام قد أعلنت أنّها تسلّمت المواطن البحرانيّ «أحمد جعفر» من صربيا التي رحّلته قسرًا من أراضيها وبمخالفة صريحة للقانون لوجود أمر قضائيّ يمنعها من ذلك، يوم الإثنين 24 يناير/ كانون الثاني 2022، حيث تعرّض لتعذيب ممنهج بهدف انتزاع اعترافات منه لا تمتّ للواقع بصلة؛ وأصدرت النيابة العامّة الخليفيّة بيانًا أعلنت فيه بدء تنفيذ الأحكام المحكوم بها عليه، واصفة إيّاه «أخطر العناصر الإرهابيّة»، زاعمة أنّه المخطّط لعدّة عمليّات «إرهابيّة» شهدتها البحرين خلال الحقبة الماضية، والتي نتج عنها قتل عناصر من «الشّرطة» والمدنيّين والشروع في ذلك؛ واستعمال الأسلحة الناريّة بمساعدة الحرس الثوريّ الإيرانيّ وآخرين بالعراق، بقصد الإخلال بالأمن العام، إلى جانب اضطلاعه بتنظيم المجموعات الإرهابيّة وإدارتها وتوجيهها في ارتكاب العمليّات وتدبير التمويل اللازم لها، بحسب ادّعائها.
والمواطن «أحمد جعفر» معتقل سابق تعرّض للتعذيب في سجون النظام، وأصيب بجروح خطرة خلال التظاهرات في العام 2011، وحُكم عليه غيابيًا بثلاثة أحكام مؤبّد، وحكم رابع بالسجن عشر سنوات على خلفيّة سياسيّة، وهو واحد من بين المئات الذين ألصق النظام الخليفيّ بهم تهمة الإرهاب وذلك لتشويه صورة المناوئين لحكمه.