أقام ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير يوم الثلاثاء 14 فبراير/ شباط 2023م مهرجانًا خطابيًّا حاشدًا في بغداد بمناسبة الذكرى الثانية عشرة للثورة البحرين.
وقد شارك في هذا المهرجان نخبة من الشخصيّات العراقيّة الرسميّة والسياسيّة والجهاديّة، من بينها وزير الداخليّة العراقي السابق «الدكتور محمد الغبان».
افتتح المهرجان بتلاوة مباركة من القرآن الكريم، ثمّ نشيد موطن السلام والنشيد العراقي، بعدها ألقى رئيس تحالف الفتح «الحاج هادي العامري» كلمته التي وجّه من خلالها تحية إجلال وإكبار لشعب البحرين على صموده وثباته في ثورته، وللشهداء الذين بفضلهم يتحقّق النصر، وللمعتقلين المقاومين في السجون الذين ما زالوا على صبرهم وثباتهم وتمسكّهم بثوابتهم، ولعوائل الشهداء والمعتقلين المضحية الثابرة.
وقال إنّ الظلم الذي يتعرّض له شعب البحرين يقابله السكوت المطبق من كافة الشعوب والدول خصوصًا من تدّعي أنّها تدافع عن الحريّات وعن حقوق الإنسان، مشدّدًا على أنّ هذا الشعب لا يريد إلّا الحياة الكريمة العزيزة، ومطالبه المحقّة من انتخابات حرّة نزيهة، وديمقراطيّة، والغرب أحيانًا يقيم الدنيا ولا يقعدها عند مطالبة أي شعب بالحريّات أما الشعب البحرانيّ فيقمع هذا القمع الكبير.
وأكّد العامري أنّ شعب البحرين سينتصر انطلاقًا من مقولة الشهيد محمد باقر الصدر (ره): «الشعوب أقوى من الطواغيت» فهي قد تصبر ولا تستسلم، كما جرى للشعب العراقي الذي أسقط الطاغية صدام حسين، والشعب الإيراني حين أسقط الشاه، فالظلم لا يدوم، وهذا أيضًا يُشاهد في معاناة الكيان الصهيونيّ من ضربات المقاومة الفلسطينيّة التي خرجت من داخل الأراضي المحتلّة وهو ما يؤشّر على حتميّة انتصاره، فالطغاة ينتهون والشعوب تبقى.
وطالب الحاج العامري حكومة البحرين بمراجعة أعمالها، فليس عيبًا أن تعترف للشعب وليس عيبًا ان تتنازل له، مستنكرًا تحالف آل خليفة مع الكيان الصهيونيّ من أجل حفظ نظامهم، واصفًا ذلك بالعار الكبير.
وتطرّق إلى صمود الشعب اليمنيّ أمام العدوان الغاشم طيلة سنوات، وكيف أفشل الرهان بأنّ صموده هذا لن يتخطّى الأسبوعين حيث إنّ التحالف يضمّ 12 دولة إضافة إلى الدعم المطلق الذي لقيه من الدول الغربيّة وفي الولايات المتحدة خاصّة، فكانت النتيجة التي أجمع عليها الكلّ أن لا حلّ في اليمن إلا الحلّ السياسيّ والتفاهم مع الشعب.
وشدّد العامري في ختام كلمته على وقوف الشعب العراقي مع الشعب البحرانيّ ومع القضيّة الفلسطينيّة.
وعُرض مونتاج عن ثورة البحرين قبل أن يعتلي المنبر معاون رئيس هيئة أركان الحشد الشعبي «أبو علي البصري» الذي تناول في كلمته القانون الإلهي عن أنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم، موضحًا أنّ المنطلق لتغيير الواقع وتغيير الدول والمجتمعات هو نفس الإنسان، أي تغيير النفس نحو الإيمان والارتباط بالله تعالى، فإذا تغيّرت النفوس تغيّر الواقع، والمجتمعات والبشريّة لا يعبّئها شيء مثل الإيمان بالله سبحانه وتعالى، فهكذا انتصرت الثورة الإسلاميّة وإذا ما أرادت الشعوب الانتصار بثوراتها عليها أن تقتدي بهذه الثورة الإسلاميّة التي كان من أبرز عناصر انتصارها التفافها حول إمام مؤمن مخلص عارف مضحٍ إلهيّ وانقيادها له، وإيمان الشعب بالإسلام ونهضته من أجله، لذا فإنّ الشعوب إذا أرادت الانتصار عليها أن تؤمن بالله، فالإيمان بالله هو الذي يوحّد الشعوب ويقويّها ويمدّها بالصبر.
وشدّد أبو علي البصري على أنّ ثورة الشعب البحرانيّ ثورة إسلاميّة وإلهيّة، فالبحرانيّون خرجوا من أجل الإسلام ونهضته والتفوا حول قيادة إلهيّة هي «الشيخ عيسى قاسم (أطال الله عمره)»، وثاروا بثورة سلميّة مطالبين بحقوقهم الحقّة الإنسانيّة المقبولة من الجميع وخلافها الظلم لذا فإنّ انتصارها حتميّ لأنّ الثورة الإسلاميّة لا تريد إلّا الحقّ والكرامة للإنسان وإزالة الظلم عنه، فالظلم موجود ولا ينتهي إلا بنهضة الشعوب.
وقال إنّ تغيير الشعوب يبدأ من تغيير أنفس الناس وجهادهم من الداخل أوّلًا فإذا ما انتصرت في داخلها انتصرت في خارجها ويتحقّق نصرها النهائي كما حصل مع الشعب الإيرانيّ الذي التف حول الإمام الخمينيّ «قدّه»، وقدّم الدماء وضحّى بالأرواح من أجل الإسلام فانتصر.
وحثّ أبو علي البصري شعب البحرين على النهوض من أجل الله وأن يصمد في سبيل الله ويثبت حتى ينتصر ويتحقّق الوعد الإلهي.
وختم الحفل بكلمة ائتلاف 14 فبراير التي حيّا فيها شعب البحرين الصامد والصابر طيلة هذه السنوات، مشيدًا بموقفه الرافض لتطبيع النظام الخليفيّ مع الكيان الصهيونيّ، ومعاهدًا إيّاه على الاستمرار حتى تحقيق أهداف الثورة خلف قيادة سماحة الشيخ عيسى قاسم.