قال خطيب الجمعة «سماحة الشّيخ محمد الصنقور» إنّ ما يحتاج إليه الوطن في المرحلة الراهنة هو المصارحة النابعة عن شديد الحرص على دوام أمنه واستقراره.
وأوضح سماحته في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة في «جامع الإمام الصادق (ع)» في بلدة الدراز يوم الجمعة 10 فبراير/ شباط 2023 أنّ المصارحة هي بضرورة أن يكون الوطن حاضنة لجميع أبنائه، وأن تكون الدولة على مسافة واحدة من مختلف مكوّناته من دون تمييز أو محاباة لمكوّن على آخر، وأن يُتجاوز بالوطن من آثار العقد الماضي بمجموع أحداثه ومآسيه، وذلك بالإفراج عن المعتقلين وعودة من ألجأتهم الظروف لمغادرة الوطن ومن فقدوا جنسيّاتهم، وإلغاء ما يُسمّى بالعزل السياسي والاجتماعي والسماح بعودة الصحافة وحرية النقد البنّاء، لافتًا إلى أنّ مثل ذلك من شأنه أن يسهم في شيوع أجواء التفاؤل ويتجاوز بالوطن مرحلة كانت قاتمة ويخلف أرضية صالحة للبحث الجاد والبناء عن المخارج المفضية للسمو بالوطن إلى حيث يطمح الجميع.
وأضاف الشيخ صنقور أنّ ما يحتاج إليه الوطن كذلك هو رعاية دينه وهويّته وثوابته وأعرافه وقيمه، وتبديد هواجسه وتعزيز الثقة بأبنائه، ومعالجة الوضع المعيشي كمشكلة الفقر والضرائب والبطالة وتدنّي الأجور والعمالة الوافدة الفائضة عمّا تقتضيه الضرورة.
وشدّد سماحته على ضرورة القضاء على الفساد بمختلف أشكاله عبر الشفافية في الكشف عن الفساد وأسبابه، وتقنين الآليات الضامنة لمصداقيّتها الكاملة والمؤمنة لصلاحيّاتها الواسعة، فإنّ الفساد إنّما يمتد ويتجذر في الأقبية المظلمة والمغلقة، وأمّا حين تكون الأجواء مضاءة والفضاءات مفتوحة فإنّه ينحسر ويتضاءل، وإذا تمّ بالشفافية ذات المصداقية الكشف عن الفساد وأسبابه وفاعله فإنّه لا يُتاح القضاء عليه دون المحاسبة لفاعله وإدانته أيًّا كان موقعه ليتعظ بإدانته من يرغب في سلوك طريقه، ولا يتاح القضاء على الفساد دون القضاء على أسبابه والعمل على تدارك آثاره وتبعاته.