لطالما منحت دماء الشهداء مسير الثورات في العالم زخمًا ونبضًا حيويًّا، كلّ من مكانه ومسؤوليّته، وثورة البحرين لا تختلف عنها في هذه النقطة.
فشهداء البحرين الذين سقطوا على درب ثورة 14 فبراير التي انطلقت عام 2011، وكانت امتدادًا لنضال الشعب سجّلوا أسماءهم في تاريخ البطولات وظلّوا شعلة لا تنطفئ طيلة هذا الدرب.
في مثل هذا اليوم 6 فبراير/ شباط، ومنذ تسع سنوات رحل قياديّ بارز في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير هو الشهيد القائد «السيّد علي الموسوي- أبو هادي».
كان الشهيد أبو هادي منبرًا إعلاميًّا شجاعًا لا يخاف كشف أكاذيب النظام الخليفيّ ولا فضح جرائمه، في وقت كمّم هذا النظام وسائل الإعلام وأوعز إلى خواصه تزييف الوقائع وفرض تعتيمًا إعلاميًّا صارمًا، فكان يواجهه بالأدلّة القاطعة منذ انتفاضة التسعينيّات المباركة، فلوحق أمنيًّا لسنوات واعتقل وعذّب في السجون، ولم يمنعه ذلك من مواصلة مسيرته الإعلاميّة في ثورة 14 فبراير 2011 إذ ظلّ ينقل الأخبار والتقارير اليوميّة لمجرياتها من دون الرضوخ لتهديدات النظام الخليفيّ، ونجح على الرغم من كلّ التضييق في نقل حقيقة ما يجري عبر قناة العالم الإخباريّة التي كان يعمل لها مراسلًا.
أمام شجاعته وإصراره على إعلان مطالب الشعب المحقّة ازدادت التهديدات بقتله وتصفيته بعد أن وضعه النظام على لوائح المطلوبين على خلفيّة تهم كيديّة ملفّقة له منها «التخطيط لارتكاب عمليّات إرهابيّة، واستقطاب عدد من الأشخاص، وتشكيل جماعة منظّمة تعمل على تهريب الأسلحة والمتفجّرات بأنواعها إلى البحرين»، فاضطرّ إلى الهجرة من البحرين والتوجّه إلى العراق ثمّ إيران ولبنان ليتابع مسيرته متنقّلًا بين هذه الدول، ومكملًا مشروعه الوطني على الرغم من المرض الذي أخذ يتضاعف بجسده ويتفاقم، ليتدهور وضعه ويرتقي شهيد الغربة بعيدًا عن أهله ووطنه في مدينة النجف الأشرف في 6 فبراير/ شباط 2014.
يوم الخميس 20 فبراير 2014 استقبل آلاف المشيّعين في البحرين نعش الشهيد «أبو هادي» على الرغم من استنفار مرتزقة العدوّ الخليفيّ الذين حاولوا قمعهم ومنعهم من تشييعه، حيث ووري الثرى في مسقط رأسه بلدة سار، وخلّد مسيرة قائد سيظلّ اسمه يرعب العدوّ.