عملت الدعاية السعودية على تركيز فكرة أنّ إيران هي عدو العرب الأولى، وأوهمت الرأي العام العربي أنّ لدى إيران مشروعًا توسعيًّا لاحتلال الدول العربية ونشر المذهب الشيعي، حتى تحولت هذه الدعاية إلى نوع من العقيدة، تبنّاها كثير من الأنظمة العربية لتبرير معاداتها لإيران.
ويرى مراقبون أنّ هذه الدعاية فتحت الباب مشرّعًا لأمريكا للتدخل وبناء قواعدها في أكثر من دولة خليجية، وانطلق موسم الابتزاز الأمريكي لأنظمة هذه الدول لأخذ أموالها بدعوى أنّها تحميها من الخطر الإيراني المحدق بها، وهذا ما عبر عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب صراحة عندما قال إنّه لا يعقل أن تظل بلاده تحمي دول الخليج من الخطر الإيراني من دون مقابل.
ويقول الباحث الراحل وفيق إبراهيم إنّ العالم الإسلامي الذي تدّعي السعودية ليس حقيقة سياسية لها وزنها العالمي، بل هو مجرد تسمية تستفيد منها كونها مركز “مكة والمدينة” المقدستين وموسم الحج وأرض التفاعلات الدينية التاريخية للتقرب من الدول الإسلامية، لكن الحقيقة هي لأنها توزع على الدول الاسلامية المنصاعة لها مساعدات مختلفة تسمح لها بقيادتها إلى البيت الأبيض الأمريكي، لافتًا إلى أنّ آل سعود يقودون عالمًا عربيًّا وإسلاميًّا لحماية الجيوبوليتيك الأمريكي وهراوته الصهيونية في وجه كل مَن يجرؤ على رفض هذا النفوذ.