دعا سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم إلى مقاومة التطبيع واجتثاث جذوره من أرض البحرين.
وقال سماحته في تغريدة على حسابه الرسميّ في تويتر يوم الثلاثاء 31 يناير/ كانون الثاني 2023 إنّ مقاومة التّطبيعِ اليوم أسهل من بعد الانتظار به، موضحًا أنّ أيّ تلكؤٍ في مواجهته اليوم سيصعّبها.
وشدّد آية الله قاسم على ضرورة اجتثاث الشعب لهذه الشجرة الخبيثة الملعونة قبل أن تتجذّر -وآثارها- في أرض الوطن.
وفي لقاء خاص مع جريدة الوفاق التابعة لمؤسسة إيران الثقافيّة مع آية الله الشيخ عيسى قاسم، وعلى أبواب الذكرى الثانية عشرة لثورة الـ 14 من فبراير/ شباط أكّد سماحته أنّ موقفه من التطبيع موقف كلّ ذي دين وغيرة وبصيرة وحسّ إنساني ووطنيّ، وألّا يألو جهدًا مستطاعًا في هذه المحنة الكبرى العامّة لإنقاذ كلّ المقدسات والأمّة والإنسانيّة والأوطان والأمن والثروة من تهديد جدّي وشرٍّ مستطير يحمله التطبيع المشؤوم. والمعركة في هذا الموضوع مصيرية ومن المعارك الفاصلة بين الخير والشر، والهدى والضلال، والعدل والظلم، والمواجهة في هذه القضية من المواجهات الحاسمة ضد الطاغوتية والفرعنة في الأرض.
ولفت آية الله قاسم في هذا اللقاء إلى أنّه لو استمر الوضع في سير النظام الارتمائي في أحضان الكيان الصهيونيّ لانسلخت البحرين من هويتها الإسلامية والعربية، وصارت من البلدان المعادية صريحًا للإسلام المحاربة لأمّته، مشدّدًا على أنّ شعب البحرين يأبى أن يخرج من عزّ الإسلام وكرامته إلى ذلّ الكفر وخزيه، ويأبى إلا أن يدافع عن دينه ووطنه وأمّته وإنْ أجهدت السياسة المنحرفة نفسها في محاولة تغريبه وتذويبه، والعاقبة للمتقين. أما لماذا تسعى الحكومة هذا السعي؟ ذلك لأنّها فاقدة لحالة الانسجام مع شعبها، ولا ثقة لها فيه لشدة استهدافها له ومناقضتها لقناعاته المبدئية ومصالحها وابتعادها عن خط الأمّة وهويتها. إنّها حكومة تبحث عن استقرار كرسيها من خارج المحيط الطبيعي لها، وتبذل كل شيء في سبيل الحفاظ عليه، وفق تعبيره.
وفي موضوع الكلام أنّ البحرين أصبحت اليوم قاعدة للصهاينة في منطقة الخليج الفارسي أضاف الشيخ قاسم: «لئن صدق ذلك بنسبة ما إلا أنّ أرضية استقراره لا تجد ولن تجد أسبابها في ظل المقاومة الجادّة المبدئيّة الواجبة في نظر الشعب الذي يستقيه من دينه، ويتلاقى مع اعتزازه بانتمائه لأمّته»، مضيفًا أنّه على الرغم من أنّ النظام الحاكم طبّع مع الكيان الصهيونيّ مع وجود رموز المعارضة البحرينية داخل السجون، فإنّ التطبيع في النظر الحاكم الخاطئ الواهم أصبح ضرورة من ضرورات البقاء بعد التخلي عن الشعب والأمّة، ولذلك يكون طلبه والمقاومة من أجله أمرًا ملحًّا. ومن وجهة أخرى فإنّ غنى الساحة بكثرة الطاقات المتميزة الحرّة ممن في السجن والمهجر إلى جنب الطاقات الكفوءة المخلصة الموجودة فيها فعلاً ليصعب الطريق على الحكومة للدخول في مجازفة التطبيع وارتكاب هذه الخيانة.
ولفت سماحته إلى أنّ تهويد البحرين محل سعي وإصرار من السياسة المحليّة، ولكن المقاومة الشعبية لن تزداد مع الزمن إلاّ تصاعدًا وتفاقمًا وجديّةً والتفافًا، والجرأة في هذا المجال في حيوية وتقدّم وانتشار. والمسألة عند المعارضة والشعب مسألة وجود ودين يُحّرم كلّ الحرمة التفريط فيها والتعامل معها بشيء من الفتور والتراخي والتسويف، مؤكّدًا أنّ تطوّر العلاقات بين النظام الخليفيّ والكيان الصهيونيّ أمر يعتمد على مستوى المقاومة للتطبيع من داخل البحرين وعلى مستوى المنطقة والأمّة، قائلًا: «طريق المقاومة الشعبية في البحرين، والمقاومة العامّة في الأمّة إذا احتشد بالغيارى الشجعان المخلصين وجدّ جدّه واستمر في تصاعده وسعى أهله إلى توفير أسباب النصر على تنوعها لا يمتنع عليه أن يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، ويسترد كرامة الأمّة، ولا يترك لأقدام اليهود المعتدين والصهاينة أن تستقر على أرض هذا الوطن».
وحول بقاء فلسطين القضية الهدف والبوصلة للعرب والمسلمين الشرفاء قال سماحته «التطبيع القائم عامل سلبي يواجه هدف النصر للقضية الفلسطينية، ولكن التفاف جماهير الأمّة حول المقاومة ودعمها، وتكثُّر المقاومين والأخذ بأسباب النجاح من قادة المقاومة، وصدق العزم وإخلاص النية والتوكل على الله، وتأجج روح الفداء في سبيل الله بكسر الهمّة الشريرة للمطبّعين ويحبط مكرهم السيّئ، ويحول بينهم وبين ما يريدون مما يريد لهم ضميرهم الأسود والشيطان الرجيم».