قالت منظّمة أمريكيون من أجل الديمقراطيّة وحقوق الإنسان في البحرين إنّ السجناء السياسيّين وسجناء الرأي في البحرين يعانون جميعهم من انتهاكات جسيمة للمحاكمة العادلة وحقوق الإجراءات القانونية الواجبة منذ لحظة اعتقالهم وطوال مدّة سجنهم، مضيفة أنّه يمكن القول إنّ التعذيب الذي يتعرّضون له هو أسوأ الانتهاكات، سواء أثناء اعتقالهم واستجوابهم وخلال مدّة سجنهم أيضًا، إمّا لانتزاع الاعترافات أو لمجرد الانتقام.
وأوضحت في تقريرها الصادر يوم الإثنين 30 يناير/ كانون الثاني 2023 على موقعها الإلكترونيّ أنّه يضاف إلى هذه الانتهاكات الأضرار الجسديّة وقصيرة المدى الناتجة عن أساليب التعذيب هذه، لافتة إلى ضرورة مناقشة التأثير النفسي والاجتماعي طويل المدى للتعذيب على حياة الضحايا، حيث يترك هذا الحدث الصادم العديد من الضحايا عاجزين عن الاستمرار في حياتهم كما كانوا من قبل، مع العديد من التحديات والمشاكل الشخصية التي غالبًا لا يتم تسليط الضوء عليها خاصةً عند مناقشة مسألة التعذيب في البحرين.
وذكرت منظّمة أمريكيّون أنّ تقريرها يناقش الجروح الخفية التي لا تزال قائمة في الحالة النفسية والعلاقات الاجتماعية لضحايا التعذيب البحرينيين بعد سنوات من سوء معاملتهم، معتمدًا على شهادات الضحايا أنفسهم وبالتعاون مع اختصاصي درس هذه الحالات.
وقد استعرض التقرير الاستخدام الممنهج للتعذيب بنوعيه الجسدي والنفسي وأساليبهما خلال الاعتقال والاستجواب والاحتجاز، وتطرّق إلى الآثار النفسيّة وصعوبة التأقلم في الحياة الاجتماعيّة.
وقدّمت منظّمة أمريكيّون عدّة توصيات في تقريرها منها إجراء تحقيق محايد في مزاعم التعذيب من أجل محاسبة الجناة، ووضع برنامج لضحايا التعذيب للخضوع للتشخيص والتدخل فور إثارة مزاعم التعذيب، وتقديم التعويضات التي تشمل العلاج الجسدي والنفسي لتأثير التعذيب، وكذلك برامج الدعم لعائلات الضحايا من أجل توعيتهم وتمكينهم من خلق بيئة آمنة لهم.