رأى خطيب الجمعة «سماحة الشّيخ محمد صنقور» أنّ ما يقدّمه النظام الخليفيّ من تبريرات لسوء الأوضاع المعيشيّة في البحرين وتدهورها مستفزّة للمواطنين.
وقال سماحته في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة في «جامع الإمام الصادق (ع)» في بلدة الدّراز يوم الجمعة 20 يناير/ كانون الثاني 2023 إنّ الحديث حول الأوضاع المعيشيّة والتي بلغت من السوء حدًّا يفرضُ على المعنيين المراجعة الجادَّة والمنصفة لمجمل القرارات والإجراءات التي أسهمت في الوصول إلى هذه المرحلة الحرجة.
وأضاف أنّ البطالة متفشّية بمستوى يفوق المعقول ويستعصي على التّحمّل، فلا تكاد تخلو أسرة من عاطلٍ أو عاطلين أو ثلاثة أو أكثر، ومن يحظى منهم بعمل يتعلّل به يكون أجره متدنيًّا لا يتجاوز الأسبوع الأوّل من الشهر، وعليه أن ينفقه على نفسه وبقية أفراد عائلته، موضحًا أنّ ما يزيد من سوء هذه الأوضاع التنافس المحموم على رفع أسعار السلع وفرض الرسوم الباهظة على الكثير من الخدمات الحيويّة وفرض الضرائب ومنها «ضريبة القيمة المضافة» التي أضافت إلى الأعباء المجحفة بأحوال المواطنين أعباءً أخرى ثقيلة وقاسية.
وتساءل الشيخ صنقور عمّا إذا كانت ثمّة جديّة في معالجة هذه الأوضاع المتردّية، ولا سيّما مع استمرار العمالة الوافدة بشغل مختلف الوظائف في القطاعين العام والخاص في الوقت الذي يتمكن به المواطنون من شغل هذه الوظائف بكلّ جدارة وإخلاص، لافتًا إلى أنّه في الوقت الذي تزدحم الدّوائر والشّركات بالأطبّاء والمهندسين والممرّضين والمعلّمين والفنيين الأجانب يقبع نظراؤهم من المواطنين في المنازل بدون عمل، فالأجانب يستحوذون على أكثر الوظائف ذات الأجور العالية والمتوسّطة كما المتدنّية، وهم مَن يستحوذون على سوق العمل والمشاريع التجاريّة الصغيرة والمتوسّطة.
وأكّد سماحته أنَّ المواطنين لا ينتظرون تبريراتٍ تستفزُّهم أكثر ممّا تقنعهم، بل هم في حاجةٍ إلى حلولٍ عمليّة وجذريّة للأوضاع المعيشيَّة المتردّية، وهم ينتظرون وظائف لائقة وأجورًا مجزية مناسبة لمقتضيات العيش الكريم ودعمًا كافيًا وافيًا للفقراء وذوي الدخل المحدود، وإصلاحًا لمنظومة الرسوم والضرائب.