بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة محمد (ص) وعلى آله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجبين ولا سيّما بقيّة الله في الأرضين روحي له الفداء ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين من الآن إلى قيام يوم الدين.
قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}.
يا شعب البحرين الأبيّ المسلم الصابر والغيور، إخوتنا وأخواتنا الأعزّاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام على شهيدنا الغالي «السيد هاشم السيد سعيد» الذي نعيش اليوم ذكرى استشهاده الثانية عشرة، فإلى روحه الطاهرة وأرواح الشهداء نهدي سورة المباركة الفاتحة.
يتجدّد بنا اللقاء مرة أخرى هذا العام في فعالية «قادمون يا سترة» بنسختها الثامنة، وها نحن نستقبل عامًا ثوريًّا جديدًا من أرض الثورة وجزيرة الشهداء سترة العزة والإباء. هنا الأرض التي سطّرت أروع الملاحم والبطولات طيلة السنوات المنصرمة، رافضة للظلم والاستعباد، معلنة بصوت عالٍ «هيهات منّا الذلّة».
أيّها الأحبّة، نطوي صفحة عامٍ كان بمجمله مجموعة اختبارات لشعبنا الأبيّ في كثير من المحطات؛ إذ أجرى النظام الخليفيّ انتخاباته غير النزيهة لما يسمّى المجلسين النيابي والبلدي اللذين لا يخدمان الشعب إطلاقًا بل يزيدان في ظلمه وإذلاله عبر كونهما واجهة ديمقراطيّة زائفة للنظام هدفها إعطاؤه الشرعنة وتمرير قرارته وأوامره ومتطلباته التي فيها ضرر على الشعب وتجاهل لمطالبه المحقّة، وهنا لا بدّ من الإشادة بجمهور المعارضة وشعبنا الوفي المخلص للوطن الذي كان له دور بارز في مواجهة هذه الانتخابات الصوريّة برفضه المشاركة فيها وإصراره على مقاطعتها بكلّ عزم وثبات ورفض الانغماس في مشاريع الخيانة .
ومن المحطات المفصليّة والمهمّة في هذا العام والتي يمكن وصفها بـ«المريرة» تدنيس الأعداء الصهاينة لأرض البحرين الإسلاميّة عبر الوفود التي استقبلها النظام، ومحاولته تهويد المجتمع البحريني المسلم عبر التطبيع الواضح والصريح مع الاحتلال، لكنّ شعبنا من جديد قال كلمته الصريحة معبّرًا عن موقفه الأبديّ الرافض للتطبيع رافعًا شعار: «كلا كلا للتطبيع»، و«الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل» و«تحيا فلسطين». ونحن من هنا نقول أيضًا للصهاينة الأنجاس: «لا أمان لكم في أرضنا.. وسنرصدكم أين ما كنتم، وسنواجهكم ما دام في عروقنا دم ينبض».
بوركتم يا أبناء شعبنا الوفي الصامد على هذه البسالة وهذا الموقف المشرف تجاه قضية الأمة المركزية وهي القدس الشريف.
أيّها الإخوة والأخوات ويا جماهير ثورتنا المجيدة..
كما اعتدنا سنويًّا أن نتوّج نضال العام المنصرم بإطلاق شعار العام الثوري الجديد ضمن فعاليّة «قادمون يا سترة» نعلن اليوم شعار العام الجديد 2023م وهو «عهدٌ ورفض»:
«عهد» نجدّده لشهدائنا على أن نبقى أوفياء لدمائهم الزكية التي سالت على تراب الوطن، ولأسرانا المضحين القابعين خلف السجون وعوائلهم المضحية والصابرة، ولجرحانا ومهجّرينا الصامدين، ونقول لهم «إنّنا معكم دائمًا.. لن ننساكم.. وسنطالب بحقكم ونسير على دربكم».
«رفض» هو رفض تام وشامل لكلّ مشاريع الخيانة والتطبيع، فلا وألف لا لنظام يخون القضيّة الفلسطينيّة ويصادق المجرمين الذين يقتلون إخوتنا الفلسطينيّين.
بهذا العهد وهذا الرفض نمضي في ثورتنا المباركة في هذا العام الجديد؛ وسنصل بإذن الله تعالى إلى النصر الذي وعد به عباده المؤمنين، ولن يخلف الله وعده.
كما نعلن اليوم أيضًا شخصيّة عام 2022 «تلاحم وانتصار» وهي قامة وطنيّة شامخة ومدرسة في التضحية والإباء وعنوان للعزّة والعنفوان، هي الرمز المعتقل «الأستاذ حسن مشيمع» الذي آثر البقاء قيد الاعتقال رغم كبر سنّه ووضعه الصحي المتدهور على أن يخرج بإفراج مشروط يمكّن النظام من تبييض صورته أمام الرأي العام.
تحيّة إكبار وإجلال لأبناء شعبنا الأبي كافة على ما تحمّلوه من عناء وما قدموه من تضحيات طوال السنوات الماضية، ونشكر أهالي سترة على ترحيبهم بالمشاركين بهذه الفعالية على أرضهم وفي بيوتهم، وأيضًا نشكر كلّ من تجشم عناء الحضور والقدوم إلى سترة رغم التضييق والوعيد، ونهيب بالجماهير الأبيّة للاستعداد التام والجهوزية الكاملة لإحياء الذكرى الثانية عشرة لانطلاق ثورتنا المجيدة في الرابع عشر من فبراير المقبل، على أمل أن يحمل هذا العام معه الانتصارات ويكون عامًا مليئًا بالعزة والكرامة ونيل الحرية وتقرير المصير.
فمعًا مستمرون في ثورتنا المباركة حتى تحقيق أهدافها السامية، وما النصر إلا من عند الله.
ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
السبت 31 ديسمبر 2022م
سترة – البحرين المحتلة.