صدر بيان عن قوى المعارضة في البحرين «جمعيّة الوفاق الوطنيّ الإسلاميّة، حركة أحرار البحرين الإسلاميّة، تيّار الوفاء الإسلاميّ، جمعيّة العمل الإسلاميّ، ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، حركة الحريّات والديمقراطية (حقّ) وحركة خلاص»، بمناسبة «عيد شهداء البحرين».
هذا نصّه:
يُحيي شعبُ البحرين ذكرى “عيد الشّهداء” في ١٧ ديسمبر من كلِّ عام تخليدا لذكرى الشّهيدين هاني الوسطي وهاني خميس، اللّذين قُتلا بالرّصاصِ الحيّ في مثل هذا اليوم من العام ١٩٩٤م مع بدء القمع الوحشيّ لانتفاضةِ الكرامةِ التي تفجّرت ذلك العام، ورسَمت عهدا جديدا من النّضالِ الوطنيّ على طريقِ الحريّة والعدالة، والمتواصل حتّى اليوم.
وتؤكّد قوى المعارضة الوطنيّة في البحرين تمّسكها بهذه الذّكرى المجيدة، واعتبارها يوما وطنيّا جامعا للنّضالِ الشّعبي الذي لازال يدعو إلى إقامة حكم دستوريّ شعبي، وإنهاء النّظام الديكتاتوريّ في البلاد، والقصاص العادل ومحاكمة القتلة والجلاّدين.
وتدعو القوى المعارضة أبناءَ الشّعب، بكلّ فئاته ومكوّناته، للاستمرارِ في إحياءِ هذه الذّكرى وتخليدها، تعبيرا عن الوفاء لشهداءِ البحرين الأبرار، ورفضا لخُطط النّظام الخبيثة لاختطافِ هذه الذّكرى، جريا على عادته في تزييفِ التّاريخ، وتزوير الحقائق، وتدجين الأجيال الجديدة عبر دمجها في احتفالاتٍ مشوّهة ومشؤومة تتعارضُ مع قيم الدّين والوطن.
وبهذه المناسبة، تسجّل القوى المعارضة الدّعوة إلى ما يلي:
1- إحياء ذكرى “عيد الشّهداء” الثّامن والعشرين على أوسع نطاق، وعلى النّحو الذي يليقُ بالدّماءِ الطّاهرة التي سُفكت على مذبح الحريّة، وبكلّ الوسائل والبرامج المتاحة، والحرْص على إعلاءِ شأن الشّهداء وذكراهم العطرة، ونشْر صورهم وأسمائهم في كلّ الأماكن والشّوارع وجدران المنازل، وتخليد قصصهم ومواقفهم البطوليّة لدى الأجيال المتعاقبة، لكي تكون حاضرةً في الوجدان والوعي والذّاكرة، وشاهدةً على التّاريخ النّضالي الطّويل لشعبِ البحرين، وما بذله من تضحياتٍ كبيرة في مواجهةِ القمع والاستبداد.
2- الثّبات على ذكرى ١٧ ديسمبر باعتبارها ذاكرةً وطنيّة مجيدة، أسّست لانتفاضةِ العزّة والكرامة في التّسعينات، وهي محطّة مفصليّة في النّضالِ الوطنيّ الذي توحّد من أجل تأسيس دولةٍ دستوريّة حقيقيّة، وقد شهدت الانتفاضة قرابين من مئاتِ الشّهداء والضّحايا، وتجلّت فيها حكمةُ وثباتُ وتضحياتُ خيرةِ القيادات الوطنيّة، وفي مقدّمة هذه القيادات العلاّمة الرّاحل الشّيخ عبدالأمير الجمري.
3- إفشال مخطّطات النّظام الرّامية لخلط الأوراق من خلال برامج واحتفالاتٍ مسمومة، وبينها إعلانُ ما يُسمّى بيوم “الشّهيد” في اليوم ذاته الذي يُحيي فيه المواطنون “عيد الشّهداء”. وهذه المخطّطاتُ – والغايات الخفيّة والمكشوفة منها – لا تخفى على الجميع، وهي استمرارٌ من النّظام في عقليّةِ التّضليلِ وتحدّي هويّة الشّعبِ وتاريخه الأصيل.
إنّ القوى الوطنيّة المعارضة تؤكّد بأن ذكرى “عيد الشّهداء” ستظلّ ذكرى وطنيّة خالدة، وستعملُ بكلّ الجُهد من أجل أن تبقى مناسبةً تجمعُ كلّ تاريخ النّضال الممتد ضدّ الفساد والاستبداد، ونحثّ كلّ الفعاليّات المقتدرة والقوى المحليّة للعملِ من أجل ترسيخ هذه الذكرى وتوسيع حضورها وأثرها المعنوي والاجتماعي بين النّاس، بما هي تذكيرٌ بحقّ الشّهداء في القصاص العادل، وعلامةٌ في الثّباتِ على المبادئ والأهداف الكبرى التي ضحّوا من أجلها.
المجد والخلود للشّهداء.. والخزي والعار للقتلة.
قوى المعارضة الوطنيّة في البحرين – ١٦ ديسمبر ٢٠٢٢م