تقرير خاصّ عن انتخابات البحرين
البحرين تشهد مقاطعة «غير مسبوقة» في الانتخابات.. والنظام يستعين بالمجنسين لرفع نسبة المشاركة .
استطاع مراقبون مستقلّون وناشطون مع مصادر داخليّة خاصّة كسر الحظر المفروض لتغطية انتخابات النظام وخلصوا إلى معلومات مهمّة حول حقيقة العمليّة الانتخابيّة حصل «مركز الأخبار» عليها، بعد أن رصدوا ما سمّي العمليّة الانتخابيّة في عدد من المناطق بشفافية وموضوعيّة، مع الإشارة إلى أنّ النظام يسعى جاهدًا لمنع المراقبين الدوليّين من مراقبة انتخاباته، حيث رحّل بعضَ النّاشطين والباحثين الأجانب من البحرين بعد تعقّب لقاءاتهم مع بعض المترشحين وتردُّدهم على المراكز الانتخابيّة، وبينهم باحث كندي رُحّل إلى دولة الإمارات.
وتشير المعلومات إلى الإرباك الذي سيطر على أجهزة النظام ولا سيّما المعنيّين بإدارة الانتخابات على خلفيّة الهجمات السيبرانية التي تعرّضت لها مواقع حكوميّة عدّة من بينها «مجلس النوّاب» والوكالة الرسمية «بنا» احتجاجًا على إجراء هذه الانتخابات الصوريّة، وقد اعترف النظام بسيطرة مجموعات معارضة على مواقع إلكترونيّة حكوميّة اضطرّته إلى الاستعانة بخبراء أجانب لاستعادتها.
كما سارعت «الحكومة» إلى بثّ رسائل التّحشيد لاستجداء المواطنين على المشاركة في الانتخابات، ودعتْ إلى إهمال الرسائل القصيرة «sms» الكثيفة التي تلقاها المواطنون على هواتفهم طيلة السّاعات التي امتدّت إلى اللّحظات الأولى لموعد التصويت، والتي تضمّنت دعوات إلى مقاطعة الانتخابات.
وتم رصد الانتشار الكثيف «لقوّات الأمن المرتزقة» وآليّاتها عند مراكز الاقتراع في مختلف المناطق بشكل عام، ومناطق أنصار المعارضة بشكل خاصّ، والتي امتلأت جدرانها بالكتابات واللافتات الرافضة للانتخابات كما شهد بعضها حراكًا شعبيًّا على مدى الأيّام الماضية.
وقد عمد النظام إلى إقفال مراكز الاقتراع دون أيّ تمديد يذكر بسبب خلوّ المراكز من المقترعين؛ كما لم تشهد بعض المراكز العامّة إقبالًا ملحوظًا من الناخبين وكانت «خاوية» و«شبه خالية» بينما لوحظت مشاركة كثيفة من مجنّسين وأفراد الجيش في هذه المراكز توافد «أغلبهم» بعد الظهر في قوافل جرى تأمينها قبيل إغلاق المراكز، وخاصة «المركز العام في جسر الملك فهد، ومركز نادي المحرق الرياضي، ومركز مدرسة سافرة» وجلّ هؤلاء المجنّسين من أصول آسيويّة وبعضهم من سوريا والأردن يعملون في «قوّات الأمن».
وتؤكد المعلومات أنّ حجم الإقبال على الانتخابات «كان متدنيًا» على نحو ملحوظ، ما أكّد استجابة المواطنين لقرار قوى المعارضة وكبار علماء الدين بمقاطعةِ الانتخابات، وهو ما دفعَ النظام لحشد العسكريّين والعاملين في الأجهزة الأمنيّة عبر رسائل هاتفيّة و«إجبارهم» على المشاركة وحضّ أقاربهم على التّصويت في المناطق والدّوائر الانتخابيّة التي تتكدّس فيها شرائحُ المجنّسين في عموم المحافظات.
وقد جرت لقاءات جانبيّة مع عدد من المشاركين صوّتوا ببطاقاتٍ بيضاء من غير تسمية مرشّحين، وعلّل بعضهم ذلك بعدم رضاهم عن المترشّحين في دوائرهم وعدم قناعتهم بقدرة البرلمان على الإصلاح والتّغيير، كما تحدّث بعضُهم عن خشيتهم من العقابِ في حالِ الامتناع عن المشاركةِ في الانتخابات، إضافة إلى عمليّات «التزوير الواسعة» من أجهزة الحكومة بغرض رفْع نسبة المشاركةِ في الانتخابات من جهة ولضمان فوز بعض المحسوبين على النظام.
استبانة استطلاع رأي: هل تعتقد أنّ الانتخابات في البحرين نزيهة وديمقراطيّة؟
جرى إعداد استبانة مسبقة لاستطلاع آراء عيّنات من المواطنين بشأنِ الانتخابات ومدى نزاهتها وديمقراطيّتها. وبحسب الاستبانة التي استهدفت عيّنات من مختلف الدوائر الانتخابيّة، فإنّ 82 ٪ من المواطنين لا يرون أنّ الانتخابات التي تجري في البحرين «نزيهة وديمقراطية»، في حين خالف ذلك 13 ٪ من العيّنة، ولم يدلِ 5 ٪ منها بأيّ موقف واضح بهذا الخصوص. (انظر الشكل المرفق).
وقد أعلنت حكومة البحرين قبل قليل أنّ نسبة المشاركة في انتخابات هذا العام بلغت 73 ٪، وذلك في كذبة كبرى لا يُمكن لأحد أن يصدقها؛ حيث إنّ المؤشّرات والمشاهدات التي جمعها فريق المراقبين المستقلين والمصادر الخاصّة تشير إلى أنّ هذه الانتخابات مُنيت بأدنى نسبة مشاركة منذ العام 2022 وخصوصًا في الدّوائر الانتخابيّة التي يتمركز فيها جمهور المعارضة -وهم يمثلون الغالبية العظمى من أبناء الشعب – والذين خرجوا في اعتصاماتٍ ومسيرات متتالية رفضًا للانتخابات. وبحسب الرصد المتوفّر فإنّ نسبة المشاركة في بعض الدّوائر المحسوبة على المعارضة كانت أدنى من 20 ٪ ما يفيد باستجابة واسعة لدعوات قوى المعارضة إلى مقاطعة الانتخابات.
وتشكّك قوى المعارضة والمنظّمات الدوليّة المستقلّة في نتائج الانتخابات التي تعلنها الحكومة عادة، وخاصة بعد عام 2011 م، بعد أن فرض النظام سيطرته المطلقة على الأجهزة التنفيذيّة والقضائيّة، وأخضع السلطة التشريعيّة لتكون تحت هيمنة السلطة التنفيذيّة؛ وحلّ الجمعيّات السّياسيّة والحقوقيّة البارزة، وكذلك قوّض دور مؤسّسات المجتمع الأهلي، ومن بينها الجمعيّات المستقلّة المعنيّة بمراقبة الانتخابات.
المركز الاعلامي في ائتلاف 14 فبراير
السبت 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 م