صدر عن سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم بيان عشيّة انتخابات النظام الخليفيّ الصوريّة، هذا نصّه:
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمدُ لله ربِّ العالمين.
الصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا النبي الكريم وآله الطيبين الطاهرين.
اللهم اهدنا بهداك، وتولّنا برعايتك وكفايتك. اجعلني ربِّ من الناظرين لك، الخاشعين لك، الناصحين لعبادك.
شعب البحرين..
الشعب الحبيب العزيز الكريم الأبيّ الغيور..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنتُم أمام امتحان جدّيّ، هذه الانتخابات -انتخابات يوم السبت- تمتحنكم، تمتحن مدى وعيكم، تمتحن مدى فهمكم، مدى اخلاصكم لدينكم ثم لوطنكم ولأمتكم، إنْ تُعطوا الانتخابات زخماً فقد فشلتُم في الامتحان، وهذا ما سيُسجَّلُ عليكم في تاريخٍ طويل، وسيبقى شيئاً مُخجلاً للمعارضة، ولكلِّ إنسانٍ له ظهورٌ من بين أبناء هذا الشعب، أمرٌ مخجل في الحاضر وتاريخياً.
هذا فشل شعبي كبير أكبر من ولادة مجلس نيابي ساقط، المشاركة في الانتخاب في هذا المجلس أكون شاركت في انتخاب هؤلاء الناس، وهذا النوع من البرلمان.
المقاطعة تعني أنّك مغلوبٌ على أمرك في جانب، وأنّك لا تستطيع أن تفعّل من النظام الذي تريده للإنتخاب، من ناحية فقد القدرة العلمية، وأنّ الامكانات بيد الآخر، لكن ما أنت تملكه من هذا الصوت تضعه مع الحق أو مع الباطل، أن تحارب به ولو بالمقاطعة، هذه مسؤوليتك، فحين تغفل أو تلتفت وتُقدم على المشاركة تكون قد خنت.
هناك يظهر الشعب فاقداً للوعي، وأنّه يمكن استغفاله واستحماره، وفي الفرض الثاني -فرض الإلتفات- والإقدام مع ذلك على المشاركة في الانتخاب تثبُت الخيانة، فلا تقعوا في الخيانة، ولا تقعوا في حالة الغفلة أو في حالة عدم الانتباه.
والحديث الآتي من أجل هذا..
هنا السؤال: لماذا أُنشئت المجالس النيابية وطالبت بها الشعوب؟
بإختصار شديد، رأت الشعوب بأنّ الحفاظ على حقوقها وقيمها تحتاج إلى مراقبة السلطة التنفيذية ومحاسبتها بعد أن تربطها بدستورٍ عادل صحيح، والدستور الصحيح العادل ليس إلاّ الدستور الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى.
لهذا أُنشئت المجالس النيابية، وإذا لم يكُن الشعب مسلماً أو معترفاً بدين فإنّه يحاول أن يصوغ دستوره على ضوء الفطرة، وعلى ضوء الخلق الإنساني المرتكز في هذه الفطرة، وأن يدرس مصالحه الدنيوية الدراسة العميقة والطرق التي توصل إليها، المُهم أنّ المجالس النيابية طالبت بها الشعوب من أجل مصلحتها، أما إذا انقلبت مصلحة هذا المجلس النيابي من مصلحةٍ للشعب إلى مصلحةٍ للسلطة التنفيذية المسيطرة، وكان في ذلك عونٌ لظلم السلطة للشعب، فإنّ الشعوب لا يمكن أن تطالب بمثل هذه المجالس النيابية.
ومجلسٌ نيابي يطالب به الشعب فيتحوّل إلى أداة ضغط وظلم وبطش وتهميش للشعب، واستصغارٍ من قدره، ودوسٍ لقيمه، هو برلمانٌ ليس خسيساً فقط، وليس متردّياً فقط، وإنما هو كارثة وبليّة كبرى في حقّ الشعوب.
ماهي ضمانة أن يكون المجلس النيابي مجلساً للشعب لا عليه؟
برعاية حقوقه لا لهدرها.
للحفاظ على قيمه لا لتضييعها.
متى يحصل المجلس النيابي المنضبط على خطّ العدل والقيم الرفيعة ورعاية الحقوق البشريّة؟
أيكون بأعضاءٍ جَهَلَة؟ أيكون بأعضاءٍ تشتريهم الدُنيا؟ أيكون بأعضاءٍ يُستغفلون؟ أيكون بأعضاءٍ يمتلكون الجرأة؟ يمتلكون الفكر، والشجاعة، والإخلاص، لكن لا منفذ لهم للإصلاح؟ دخلوا مجلساً مُحاطاً بألف سياجٍ وسياج من دون أن تخترقه كلمة حقٍّ أو لو قيلت فيه لما فادت!
إذا فُرِّغ المجلس من كلّ صلاحياته المعروفة في الإصلاح، وجُعِل جهازاً من أجهزة السلطة التنفيذية التي لا تأتي أوجاع الشعب إلا من قبلها، ومن قبل القضاء الذي تتحكّم فيه، فإنّ في ذلك مصيبة الشعوب.
إذا فَرَغْنا من هذه المقدّمة البسيطة اليسيرة الواضحة، تعالوا نقف عند مقدّمات المجلس النيابي، التي ستأتي انتخاباته يوم السبت، ما هي مقدماته؟ طبيعة هذه المقدمات توصل إلى خير الشعب أو إلى شرّه؟ إلى نفوذ أكبر للسلطة التنفيذية؟ أو إلى التخفيف من نفوذها الذي يتحكم في كل جنبات حياة الشعب؟
مقدّمات العزل السياسي للكفاءة والإخلاص، الكفوء معزولٌ سياسياً، المُخلص معزولٌ سياسياً، المُخلص الحقّ للشعب، للدين، للإنسانية، لكرامة الإنسان.
هذا على مستوى الناخب، وعلى مستوى المترشّح.
كلّما تبيّن لواضع قانون الانتخابات، وقبل ذلك الدستور، كلّما تبيّن لهم أنّ مرشّحاً يمكن أنْ يُخلص، له كفاءة، له معرفة، له شجاعة، فقد جاء عليه مقصّ الاستبعاد، وأُسقِط من قائمة المرشحين، ومن قائمة حتى الناخبين.
هذه مقدمة، إلى أين توصل هذه المقدمة؟ إلى مجلس فيه نجاح للشعب؟ فيه خلاص للشعب؟ فيه حفاظ على كرامة الشعب؟ فيه رجاء أن يصل في يوم من الأيام إلى المطالبة بدستورٍ عادل؟
هذه مقدمة.
مَن هم الناخبون؟
الناخبون هُم العسكر. الجيش. الناخبون هم المجنّسون التي خرجت لهم بعض الصور في الخارج بأنّهم يمتلكون حماساً كبيراً للدخول في الانتخاب لإعطاء أصواتهم من أجل تعزيز مواقعهم الذي يرتبط بتعزيز موقع السلطة ضدّ الشعب.
قوّة ثالثة وهي القوّة الأمنية، أيضاً كلّ هؤلاء لا يمتلكون أصواتاً في الحقيقة، أصواتهم أصواتٌ للحكم.
لا يسرّه أبداً الذي من الشعب الذي يرون فيه أنّه يضايقه أن تملتئ البلاد مجنّسون على حساب لقمة عيشه، وأحياناً على حساب قيمه، وعلى حساب أمنه الاجتماعي، والتجانس الثقافي الموجود فيه.
الإغراءات تأتيتهم من قِبَل السلطة التنفيذية لا من قِبَل المجلس النيابي، فلابد أنْ يبحثوا عن مجلسٍ نيابي يوافق السلطة ويخدمها، هنا سيكون المجلس النيابي معهم وفي صالحهم.
هذه القوّة الثالثة من الكتلة الانتخابية.
الكتلة الانتخابية: جيش، مجنّسون، قوّة أمنية، مقرّبون من النظام من ذوي المصالح الشخصية على حساب الأغلبية المحرومة.
أيضاً انضمّ لنا عدد وهُم دعاة التطبيع، انضمّوا للناخبين، ولذلك فُتح مركز في إسرائيل لإنتخاب المجلس النيابي في البحرين.
هذه مقدّمة ثانية، إلى أين توصل هذه المقدمة؟ إلى مجلس نيابي يرجوا منه الشعب خيرا؟ لا.. مجلس نيابي على الشعب لا للشعب، وشعبٌ نيابيٌ للحكومة لا نيابي للشعب.
المقدمة الثالثة: توزيع المناطق الانتخابية: وقد جاء مصمماً تصميماً دقيقاً، وكان التوزيع بهندسة معيّنة تخدم هدف المجلس النيابي الحكومي، وهو هدفٌ لا يتلائم إلا بأن يأتي نوّاب يحملون فكر الدولة، يوائمون الدولة في سياستها، يعطون يد البيعة للسلطة التنفيذية.
إسقاط حقّ الانتخاب من 94 ألف ناخب، كم هم الناخبون؟ كم هي البحرين؟ (ناخب) يعني من كتلة الناخبين، وليس الكتلة الوطنية العامّة بما فيهم من طفل ومجنون وما إلى ذلك، لا، مِن الناخبين!
فعلينا أن نرى القيمة العددية والنسبة المرتفعة لهؤلاء الذين أُسقِط حقّهم في الانتخاب بالقياس إلى الكتلة الناخبين من المواطنين.
هنا ماذا يتحتّم على الناخب الذي لم يَبِعْ نفسه؟ -هناك ناخبٌ بائعٌ لنفسه، طالبٌ للدنيا، وهناك ناخبٌ غير ذلك، يريد مصلحته ومصلحة شعبه، ويفكّر بدرجةٍ وأخرى في قيمة دينه، وفي أخلاقيّة إنسان بلده، وفي الوئام الاجتماعي الذي يحتاج إليه- هذا الناخب ماذا عليه؟ وكذلك المترشّح الذي همّه دينه ومصلحة شعبه ووطنه؟
عليه أن يسأل نفسه -هذا وذاك-، ماذا أعطى المجلس النيابي المنتهية ولايته؟ وهو أقلُّ خسّةً من المجلس النيابي الآتي، وما هي مواقفه مع الشعب؟ ألم يكُن الرأي التابع لرأي السلطة التنفيذية؟ ألم يكُن اليد المبايعة للسلطة التنفيذية؟ ألم يكُن يتحسّس أين رضا السلطة حتى يناله؟ هذا بالنسبة للمجلس النيابي المنتهية نيابته، المجلس الآتي صُمم بصورة توصلنا إلى مجلسٍ نيابي أقلّ قيمة، وأهبط مستوى من ناحية فكرية، وأبعد عن الإخلاص ما استطاعوا أن ينجحوا في هذا الأمر.
قُلْ أنَّ مُخلصاً في المجلس النيابي القادم، خمسة، عشرة، عشرين، قالوا كلمةً كفوءة وحقّانيّة ومُخلصة، ماذا تملك من النفاذ هذه الكلمة؟ أترتقب أن تكون هناك أغلبيّة للصوت الحقّاني في المجلس؟ لا، هذا مقطوعٌ بعدمه، ولو من باب الجدل فقط، حصلت أغلبية -ومستحيلٌ هذا- فإنّ وراء قرار للمجلس النيابي قرار مجلس الشورى المُعيّن، وهو الحاكم.
ماذا يرتقب الناخب -مَن يُفكّر في المشاركة في الانتخاب- من خيرٍ لوطنه، لشعبه، لدينه، لعزّته، لكرامته، لخير أولاده اليوم وغداً، لخير قبيلته، وخير كلّ أحبّائه؟
الكلمة الحقّانية في المجلس النيابي القادم ضائعة، لا وجود لها على مستوى القيمة العمليّة، لا قدرة لها على النفاذ، اللائحة الداخلية أحد ضوابط الكلمة في المجلس، بحيث أنّ الطرق في هذه اللائحة إلى الكلمة الحقّانية مسدودة، وأوّل ذلك الهيمنة المعطاة لرئاسة المجلس النيابي على النواب والقدرة على إسكات أيّ نائب!
اللائحة الداخلية حُيِّدت بصورة كبيرة جدّاً لمصلحة السلطة على مستوى التنفيذ، والمجلس الآتي إلى حالٍ أسوأ في تركيبته من المجلس السابق، وسيبقى المجلسان -أعني البرلمان والشورى- أشدَّ بصماً على ما ترغب فيه الحكومة، هما مجلسان يمثّلان جزءاً من جبهة واحدة على رأسها الحكومة ضدّ هذا الشعب المسكين.
المجلس الآتي مغيّبةٌ عنه كلّ الكفاءات، فقيرٌ من حيث الاخلاص، قاعة البرلمان قاعة خاوية من الكفاءات ومن الاخلاص والوفاء للشعب، وفي الكثير من قيم الدين ولو كان هناك غيارى، يُمكن أن يكون هناك غيارى، لعلّه يكون هناك غيارى على دين الله وعلى مصلحة الشعب، إلاّ أنّ هذا على مستوى الخاطر والنيّة وليس لكلمتهم نفاذٌ أبداً، ولا لآمالهم وأمانيهم تحقُّق.
قد تكون أيُّها المترشّح للمجلس على خير نيّة، ولكنّك من ناحية الواقع ستكون نصيراً للباطل، لأنّ نيّتك لا تنفذ ومشاركتك تعني الإعانة على الظلم، أنت بمشاركتك معيناً على الظلم، أمّا بنيّتك فنيّتك عاطلة لا فاعليّة لها، فبأيّ وجهٍ تدخل إذا كنت تحمل إخلاصاً، وتحمل غيرةٍ على شعبك ووطنك ودينك؟
أمّا طُلاّب الدين والعزّة والكرامة والحياة المريحة للشعب، والمجلس الذي يحافظ على قيم الدين، القيم الأخلاقية الرفيعة، فطريقهم للمجلس قد سدّه العزل السياسي وأمثاله، المقدّمات السابقة التي ذكرناها هي عوازل ومُسقطات لحقّ هذه الفئة الكريمة، عليكَ وعلى شعبك، وعلى دينك ودين شعبك، وعلى دنياكُم جميعاً معيشةً وأمناً -أمناً اجتماعياً وأمناً في قبال بطش الدولة-، وعلى كلّ ما نطمح ونأمل، المشاركة في هذه الانتخابات توقيعٌ على بقاء الوضع السيء الذي يصرخ منه الآن الكُلّ -شعب البحرين الآن يستصرخ ويستغيث من سوء ما عليه أوضاعه-، المشاركة في الانتخاب والترشُّح تعني توقيع على بقاء هذا الوضع، لا بل على زيادته سوءً، وأيضاً توقيع على التطبيع القائم وتوسعة رقعته وامتداد مداه وتركّزه وتعمّقه واستفحاله خطراً وكارثة.
أنت الآن في البحرين وأنت تنتخب تبارك الانتخاب في إسرائيل، وفي غير إسرائيل ممّن يُجنّسون ضدّك، هناك مجنّسون يوقّعون في بلدان أخرى غير إسرائيل، هؤلاء يشاركون لصالحك أو لصالح السلطة التنفيذية؟ أنت توقيعك هنا يُعطي تأييداً لتوقيعهم هناك، موافقة على أنَّ هذا التوقيع صحيح، وعلى أنّ هؤلاء لهم أن يقودوا البحرين إلى المصير الذي يريدونه، وهو المصير الذي تريده السلطة التنفيذية.
واليوم الذين يصوّتون في إسرائيل هُم من البحرين، غداً في دورة أخرى سيصوّت الإسرائيلي المُجنّس للمجلس النيابي في البحرين، وتوقيعك يفتح الباب لهذا.
يُطلب من المترشحين والناخبين ممّن يحرصوا على مصلحة الشعب معنويةً أو مادية -أعني المترشحين والناخبين ممن ينظرون إلى مصلحة الشعب-، أن ينظروا إلى دعاة المشاركة، هناك فريقان الآن، فريق يدعو للمشاركة، وفريق يدعو للمقاطعة ويحذّر من المشاركة، ينظر إلى طبيعة الفريقين، إذا لم أعرف أنّ الانتخابات في صالح الشعب أو في مضرّته فلأنظر مَن هم الذين يدعون للمشاركة، كاتب عميل، صاحب مركز في الدولة، له مصالح مرتبطة تماماً بالدولة، متملِّق للدولة، هؤلاء هم الدعاة إلى المشاركة في الانتخابات على مستوى الانتخاب والترشُّح.
المُصفّعون، المشرّدون، السجناء، المكروثون من الواقع، المحروقون بهذا الواقع السيء، هُم الذين يدعون للمقاطعة والحذر من المشاركة.
هذا يُعطي الإنسان الذي يحتاج إلى خبرة، أو قُلْ يفقد الخبرة المباشرة، هذا لا يكفيه أنّ كلّ صفّ الدعاة إلى المشاركة صفٌّ يحمل صفات الإتّهام؟ ومؤشرات الإتّهام؟ وطابع الاتّهام له، بينما الدعاة إلى المقاطعة كلّهم ممّن جاهد، ممّن طال صبره في الجهاد، ممّن تحمّل متاعب ولا زال يتحمّل المتاعب، ممّن عُرِف بكلمة الحقّ، ممّن دافع عن الشعب طويلاً، هناك تبيُّن في الصفّين لا يسمح لتسرُّب الغفلة ولا للاعتذار بأنّني لا أدري. لا، كلّ شعب البحرين الآن يعرف بأن المقاطعة من أجل صالح مَن، وأنّ المشاركة من أجل صالح مَن. تشارك يعني من أجل تسلُّط مضاعف على ظهرك وظهر اخوانك ممّن تُحب وتفكّر في مصلحتهم، ودينك ودنياك، حاضرك ومستقبلك.
تُقاطع، تُعطي درساً للحكومة بأنّ كلّ خططكِ هذه المضادّة للشعب لن يكون لها أثراً ما دام الشعب على هذا الوعي، وحتى تُفضح هذه الانتخابات وأنّها إرادة مفروضة على هذا الشعب، وما دامت إرادة الشعب مغيّبة فلن يكون الشعب إلاّ عدوّاً لوضع الظلم، لوضع الاضطهاد، وضع السيطرة التي لا حدود لها.
فيُطلب من المترشّحين والناخبين ممّن يحرصون على مصلحة الشعب معنويةً كانت أو مادية؛ أن ينظروا إلى دعاة المشاركة والمحذّرين منها.
وأُضيف شيئاً، كم هُمْ الآن الذين يدعون للمقاطعة؟ أعطني العدد الذي تريده، الذي تُقدِّره، ولكنْ بكلِّ تأكيد، لو أُعطيَت الحريّة لكلمة الحقّ لَبَلَغَ المُحذِّرون من مثل هذه الانتخابات، المُنادون بالمقاطعة، لَبَلَغوا المئات بل الألوف، من كُتّاب الداخل، من آراء الداخل وآراء الخارج، ولكنْ “قالت الضفدع يوماً” (*)، هذا يعيشه الكثيرون بإزاء المسألة -مسألة التصريح بالرأي الحقّ-، في فمه ماء. في البحرين علماء وغير علماء، إسلاميون وغير إسلاميين، إسلامي ووطني، كم هم الذين يشعرون بأنّ عليهم أن يقولوا كلمة، ولكن يجدون في تقديرهم أنّ المانع أكبر؟
يوم السبت هو يوم حزنٍ لشعب البحرين لا يوم فرح، نعم يُمكن أن يفرح لو قاطع الانتخابات.
أكتفي بهذا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.