أكّد مدير المكتب السياسي لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في بيروت «الدكتور إبراهيم العرادي» أنّه في ظلّ الظّروفِ الرّاهنةِ والاستعداداتِ الجارية لتنظيمِ الانتخاباتِ المزوّرة فإنّ البحرينَ التي سيزورُها بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر محكومةٌ اليومَ بالاستبدادِ السّياسيّ المُطلق، والاضّطهادِ الطّائفي الممنهج، والتّمييزِ الشّامل، والانعدامِ الكاملِ للتّسامحِ الحكومي والتعدّديّةِ السّياسيّة والأهليّة، وهو ما وثّقته التقاريرُ الدّوليّةُ باعتقالِ علماءِ الدّين والنّشطاءِ، وتجريفِ البيئاتِ الاجتماعيّةِ والدّينيّة، وفرْضِ سياساتِ هيمنةٍ تُفضي إلى أشكالٍ جديدةٍ من الإباداتِ الثّقافيّة المسكوتِ عنها. مشدّدًا على اعتبار النظامَ الخليفيّ نظامَ فصْلٍ عنصريٍّ ومذهبيٍّ استئصاليٍّ لا يمكن التّعايشُ معه ولا القبول به بأيّ حالٍ من الأحوال.
وفي كلمته المصوّرة خلال مشاركته بالمؤتمر الصحفي لقوى المعارضة حول زيارة البابا فرنسيس للبحرين وإجماع المعارضة على مقاطعة مهزلة الانتخابات الذي أقيم في العاصمة طهران يوم الخميس 27 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2022، رأى أنّ خلاصَ الشّعوبِ من الحروبِ والأزماتِ والوصولَ بهم إلى برِّ الأمانِ والسّلام يكونُ من خلالِ الالتزامِ بالقيمِ الرّوحيّةِ والدّينيّةِ العليا التي تُعلي من كرامةِ الإنسان، وتحفظُ حقوقَه في الحريّةِ والعيْشِ الكريم، وتُجرِّمُ كلَّ أشكالِ التّمييزِ والقمْعِ والاضطهاد، لافتًا إلى أنّ كلّ ذلك مفقودٌ في البحرينِ بسببِ النّظامِ القائمِ الذي يُعادي الانتقالَ الدّيمقراطيَّ، ويُحاربُ القيمَ والمبادئَ العربيّةَ والإسلاميّةَ الأصلية، ويتناقضُ مع الإرادةِ الشّعبيّةِ في إقامةِ حُكمٍ عادلٍ ومستقل. وبناءً عليه فليس مِنْ أملٍ في أنْ يكونَ النّظامُ الرّاهنُ الطّرفَ المناسبَ لأيّ خلاصٍ أو عبورٍ نحو المستقبل المُشرقُ الذي يحلمُ به البحرينيّون جميعًا.
وقال العرادي إنّ المدخلَ الصّائبَ والآمنَ لخروجِ البحرينِ من دوائرِ الاستبدادِ السّياسيِّ والاضطهادِ المذهبيِّ والقمعِ الأمني يكونُ عبرَ المُضيِّ في انتزاعِ الحقِّ السّياسيِّ للشّعبِ، كما أسّسَ له آيةُ الله الشّيخ عيسى قاسم من خلالِ الحقّ في تقريرِ المصيرِ وكتابةِ دستورٍ شعبيٍّ يحفظُ الحقوقَ والحرّيات، مضيفًا «فإنّ الائتلاف يرى بأنّ المرحلةَ الرّاهنةَ ستكونُ مواتيةً لكي تتلاقى القوى المعارِضةُ على المشروعِ الدّستوريّ، والعملَ المشترك الفاعل من أجلِ تحويلِ هذا المشروعِ إلى واجهةٍ جامعةٍ للعملِ السّياسيّ المعارض، وبذْلَ كلِّ الجهدِ من أجلِ تحقيقِ آمالِ الشّعبِ وتطلعاته»، مردفًا أنّ شعبَ البحرينِ هو أعزُّ وأشرفُ من أنْ يكونَ ورقةً مزوَّرةً في صناديقِ انتخاباتٍ ملطّخةٍ بالدّماءِ والانتهاكاتِ الغزيرة، وقد قالَ الشّعبُ كلمتَه واضحةً لا لُبسَ فيها بمقاطعةِ الانتخابات، وعَدَم تقديمِ الشّرعيّةِ لنظامٍ عنصريٍّ استبداديٍّ لا تزالُ أياديهِ ممدودةً للقتلِ والفتْك.
ووجّه الدكتور العرادي في ختام كلمته التحيّة إلى الرموز والمعتقلين السياسيّين وعوائلهم الصابرة وإلى عوائل الشهداء والجرحى والمطاردين والمهجرين.