يتجدّد اللقاء، بعد أيّام جحاف طالت، فأطالت أمد الشوق عند ملايين من الزوّار الذين هاجروا إلى قبلة عشقهم الإمام الحسين «ع».
على ذلك الدرب مئات المحطّات التي تجمع الزائرين على حبّ الحسين «ع»، وقبيل الوصول إلى نهاية المسير، وقبل أن يستقرّ الرحال، يعرج الزائرون إلى محطّة ثوريّة استلهمت في كلّ قسم من أقسامها، وفي كلّ ركن من أركانها، فصولًا وحكايات من عاشوراء وثورة الإمام الحسين «ع»، لرموز وقادة وشهداء ومعتقلين لبّوا النداء، فتقدّموا قرابين بين يدي سيّد الشهداء.
«معرض شهداء البحرين» الذي استأنفه ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بعد عامين من الانقطاع، شرّع أبوابه أمام الزوّار، ليروا بأمّ أعينهم كيف كان للحسين جنود تقدّموا بين يديه وإن اختلف الزمن، في المعرض ثورة البحرين الصامدة وانتفاضة الحجاز المنسيّة، وبطولات لبنان الأبيّة، وتضحيات اليمن الجسيمة، وانتصارات العراق العزيزة، وثبات فلسطين وعزّتها، كلّها في معرض شهداء البحرين.
يدخل الزائر بين مجسّمات لأنصار الإمام الحسين «ع» والشهداء القادة في محور المقاومة، بعد أن يدوس «إسرائيل» بقدميه.. بخشوع يطالع صور هؤلاء القادة، ويكمل طريقه بين صور رموز البحرين وعلمائها المعتقلين، ثمّ يقف عند ركن قواسم البحرين وشهداء المقاومة، لتتناهى إليه صرخات شعب البحرين الرافضة للتطبيع مع الصهاينة.
يتابع لينهل من معين جهاد التبيين في الركن الثقافيّ الذي يحوي مواضيع دينيّة واجتماعيّة متنوّعة منها الولاية والعفّة ومقاومة التطبيع.
وقبل أن يخرج الزائر لا بدّ من مشاهدة أحد الأفلام والمونتاجات الثوريّة، من بينها فيلم مؤثر يتناول صولات أبي الفضل العباس في كربلاء «ع» واستشهاده، ومواقف القادة الأوفياء، ليرسخ في ذهنه أولئك الأبطال الذين فرّقتهم الجغرافيا وجمعهم حبّ الحسين «ع».
في معرض «شهداء البحرين»، ثورة الحسين «ع» في عاشوراء ما زالت حيّة مستمرّة، تنبض في كلّ شهيد يسقط في مواجهة يزيد عصره، وفي كلّ قائد حرّ يتحدّى الطاغوت.