دعا ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إلى اتّخاذ مواقف سريعة وواسعة لمواجهة المشروع الصهيونيّ الذي يجري على قدم وساق في البحرين، والذي يرمي إلى إنشاء حيّ يهوديّ في قلب العاصمة المنامة.
وأكّد في بيان له يوم الخميس 1 سبتمبر/ أيلول 2022 أنّ ما تتعرّض له البلاد على يد النظام الخليفيّ المطبّع من مشاريع تهويد وصهْينة إنّما يمثّل وجهًا من وجوه التّحالف الوثيق بينه وبين الكيان الصهيونيّ، وعلى قاعدة المصالح والأهداف الشريرة المشتركة التي تجمعهما، وفي إطار الحلف الصهيونيّ الأوسع الذي يستهدف ثوابت الأمّة وقيمها ومقدّساتها.
ورأى أنّ المشروع يعبّر عن إمعان غير مسبوق من آل خليفة في المضي علنًا لتنفيذ مخطّط إخضاع البحرين الكامل للمشروع الصهيونيّ، والاستخفاف بالموقف الشعبيّ الأصيل والثّابت الذي يرفض كافة أشكال التّطبيع والالتحاق بالمشروع الصهيونيّ، وهو موقف عبّر عنه المواطنون الأصليّون، من الشيعة والسنّة، بكلّ وسائل الغضب والاحتجاج داخل البحرين وخارجها.
وأعرب ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير عن رفضه الحازم لهذا المخطّط الخليفيّ- الصهيونيّ، مشيدًا بالموقف الشعبيّ الذي عبّر عنه بوضوح سماحة الفقيه القائد آية الله قاسم في بيانه الأخير، حيث دقّ جرس الإنذار والتحذير من خفايا ما يتم التّخطيط له في البحرين بين آل خليفة والصهاينة، والمخاطر الجسيمة التي تتهدد هويّة البحرين وأصالة شعبها من وراء ذلك، فهو يعدّ جريمة صريحة وكاملة بحقّ الشعب والأرض والتّاريخ.
وشدّد على أنّ ما يجري الآن في البحرين ليس سوى استكمال لحلقات متواصلة من المشروع الصهیونيّ الإجرامي الذي يقوم على رباعيّة يتوارثها الصهاينة جيلًا بعد جيل، وتتمثّل في: الإبادة الماديّة والثقافيّة للشعوب والبلدان، ترحيل السكّان الأصليّين وتسفيرهم واقتلاعهم، تدمير الثقافة الأصليّة لشعب فلسطين وشعوب المنطقة وإخفائها، وإحلال ثقافة يهوديّة مزوّرة وتعميمها بقوّة السلاح وبعون الأنظمة العميلة.
وقال ائتلاف 14 فبراير إنّ مشروع إنشاء الحيّ اليهوديّ في المنامة لا يعبّر عن إظهار مزعوم للتّسامح والتعدديّة الدينيّة في البلاد، بل إنّ هذا المشروع وأشباهه تأتي في سياق استهداف ممنهج لهويّة السكّان الأصليّين في البحرين، ولتراثهم الرمزيّ والثّقافي والدينيّ، ما يكشف زيف دعاية التسامح الديني التي يختبئ وراءها آل خليفة والصهاينة لتمرير مخطّطاتهم الخبيثة.
وأكّد أنّ الموقف المقاوم الذي يتمسّك به الفلسطينيّون واللّبنانيّون في مواجهة المشروع الصهيونيّ في فلسطين ولبنان؛ هو الموقف ذاته الذي ينبغي أن يكون حاضرًا ومعتمدًا في البحرين، ولدى كلّ أبناء البلاد، إذ يجب منع الاستيطان الصهيونيّ من التمدّد إلى البحرين، ومهما بلغت الجهود والتّضحيات، حيث لا أمان ولا قرار لأيّ صهيونيّ يحتلّ أرض المنامة والمحرّق وكلّ تراب البلاد.
ودعا ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير كلّ القوى الإسلاميّة والعروبيّة وأحرار العالم إلى التّلاقي والتوحّد على رفض هذا المخطط الاحتلاليّ الجديد الرامي إلى تحويل المنامة إلى دير ياسين جديدة ومواجهته، لافتًا إلى أنّه تلاقٍ أظهرته المشاركة في فعاليّة «جدارية البحرين نحو القدس» التي نظّمها الائتلاف في 30 يوليو/ تموز الماضي قرب بلدة كفرکلا على الحدود اللبنانيّة مع فلسطين المحتلّة، مطلقًا هذا النداء المفتوح إلى كلّ المؤسّسات والتجمّعات والروابط المعنيّة بقضيّة فلسطين، لكي تتشارك مع أهل البحرين هذا الملفّ الخطير، وتجتمع بشكل عاجل لتدارسه والخروج بقرارات عمليّة تؤكّد الموقف العروبيّ والإسلاميّ الموحّد في دعم مقاومة شعب البحرين لمشاريع التهويد والصهينة التي تتعرّض لها بلادهم، واعتبار ذلك جزءًا لا يتجزأ من دعم المقاومة في مواجهة الكيان الصهيونيّ المؤقت.