لم يتغيّر الدور الذي من أجله أنشئت ما تسمّى «المؤسسة الوطنيّة لحقوق الإنسان»، ألا وهو تبييض انتهاكات النظام الخليفيّ الحقوقيّة، وتغطيتها.
وليس آخرها الزيارة التي قامت بها إلى سجني جوّ والحوض الجاف، بعد إعلاء المعتقلين أصواتهم احتجاجًا على حرمانهم إحياء المراسم العاشورائيّة.
فقد ذكرت «وكالة بنا» أنّ وفدًا من المؤسسة المذكورة اطّلع على الإجراءات التنظيميّة التي تم اتخاذها في السجون لتمكين المعتقلين من ممارسة شعائرهم الدينيّة خلال موسم عاشوراء، بما لا يخلّ بأمنهم وسلامتهم، وعلى نحو لا يشكّل إضرارًا أو تجاوزًا لحريّة السجناء من الأديان والطوائف الأخرى وخصوصيّتهم في ممارسة شعائرهم، وفق تعبيرها.
وأضافت أنّ الزيارة استمرّت عدّة أيّام، وأكّدت إحياء مراسم عاشوراء في سجن جوّ والحوض الجاف بسلاسة وحريّة، حيث وفّرت إدارة السجون مكانًا مخصصًا به مساحة كافية لأداء العبادة وممارسة الشعائر الدينية بشكل جماعيّ وتتناسب مع عدد المعتقلين، وتم وضع اللافتات والشعارات المكتوبة الخاصة بهذه الشعائر في المكان ذاته، مع توافر التلفاز لنقل الشعائر الدينية، بالإضافة الى الكتب والمستلزمات الدينية لممارسة مختلف العبادات، كما تم توفير الأماكن لإحياء المجالس الحسينية مع وجود الرواديد لإقامة العزاء للنزلاء المعنيين.
اللافت في تقرير المؤسسة عموميّتها في تأكيد إحياء الشعائر، من دون التطرّق إلى المباني التي لم يحرم فيها المعتقلون فقط من الإحياء، بل عوقبوا بسبب مطالبتهم بها، كما أنّ هذه الزيارة لحقها انتهاكات مروّعة تعرض لها صغار السجناء في الحوض الجاف موثقة بكاميرات المراقبة، حيث استخدمت مجموعة من الضباط والمرتزقة السجن رذاذ الفلفل الحار وتقييد الأسرى بالقيود من الخلف، مستغلّين التغطية التي تؤمّنها لهم المؤسسة المدّعية حفظها حقوق الإنسان، بحسب ما ذكرته الحقوقيّة إبتسام الصائغ.
إلى هذا تتجاهل المؤسسة الوطنيّة شكاوى الأهالي التي تظهر مدى معاناة أبنائهم في سجون النظام، وتدهور أوضاعهم، ومنهم المعتقلان السياسيّان «محمد عبد الأمير الذي يعاني من الصرع وأمراض أخرى، وصادق مرهون وهو واحد من معتقلي المعامير الذي وصل إلى حال نفسيّة يعجز فيها عن التمييز والإدراك».