لم تمنع القبضة البوليسيّة التي فرضها النظام الخليفيّ طيلة أيّام عاشوراء شعب البحرين من أن يشارك بكثافة قلّ نظيرها في إحيائها، ولا سيّما ليلة العاشر ويومه.
فقد تواصلت مواكب العزاء على مدى الأيّام العشرة، والتي شهدت مشاركة الآلاف من أبناء البحرين الحسينيّين، وخاصّة في العاصمة المنامة التي دوّت فيها هتافات العزّة والكرامة ليلة العاشر، وأمّ الصلاة المركزيّة فيها «سماحة العلّامة الشيخ محمود العالي» الذي ألقى خطاب عاشوراء، لينطلق بعدها موكب كبار علماء البحرين المهيب ويسحق العلم الصهيونيّ تأكيدًا لرفض التطبيع مطلقًا مع الكيان المؤقّت.
وعلى الرغم من أنّ أجهزة النظام واصلت نزع اليافطات العاشورائيّة في عدد من المناطق، فقد ظلّ الأهالي يعيدون تعليقها إصرارًا منهم على عدم الخضوع أو الركون للنظام المجرم في حربه على الشعائر.
هذا وانطلقت ظهر يوم العاشر «مسيرة التلبية العاشورائيّة» في بلدة النويدرات بهتاف «لبيك يا حسين»، رفع خلالها المشاركون صور الرموز القادة والمعتقلين والشهداء، وأكّدوا الوقوف دومًا ضمن محور الحقّ في مواجهة الظلم.
تجدر الإشارة إلى أنّ النظام الخليفيّ يحاول في كلّ عام تضليل الرأي العام حول موقفه من إحياء عاشوراء، حيث يزعم حفظ شعائرها والسماح بها، بينما يوجّه مرتزقته إلى محاربتها معتمدًا على إعلامه الكاذب، ولم يكن آخرها هذا العام منعه الحملات الدينيّة من خارج البلاد من المشاركة في مواكب العزاء التي تتميّز بها البحرين، بذريعة «أنّ ذلك يتنافى مع الخصوصيّة البحرينيّة في إحياء المناسبة وطابعها المميّز»، إضافة إلى التضييق على معتقلي الرأي وحرمانهم إقامة الشعائر التي هي حقّ مكفول لهم، بل تعريضهم للعقوبات في حال مطالبتهم بذلك.