ما إن بادرت حركة الجهاد الإسلاميّ إلى إطلاق صواريخها على تل أبيب والمستوطنات الصهيونيّة، يوم الجمعة 5 أغسطس/ آب 2022، إثر اغتيال قائدها البارز «الشهيد تيسير الجعبري»، حتى سارع النظامان الخليفيّ والإماراتيّ المطبّعان إلى تحذير «مواطنيهما» الموجودين داخل كيان الاحتلال إلى أخذ الحيطة والحذر.
حيث قالت سفارة النظام في تل أبيب عبر موقعها الرسميّ على «تويتر»: «تهيب سفارة البحرين في تل أبيب بالمواطنين البحرينيّين الموجودين في دولة إسرائيل بتوخّي الحيطة والحذر واتباع الإجراءات الأمنيّة الرسميّة المعلنة»، مع تغافلها عن الاعتداءات الصهيونيّة على غزة.
لكنّ النظام تدارك موقفه يوم الأحد 7 أغسطس/ آب 2022، عبر وزارة خارجيّته، التي «أعربت» في بيان لها عن «إدانة مملكة البحرين للاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة، وما أدّى إليه من خسائر في الأرواح والممتلكات»، محذّرة من انعكاسه على الأمن والاستقرار في المنطقة، وفق تعبيرها.
وأضافت «وإذ تتقدّم الوزارة بخالص التعازي والمواساة للحكومة والشعب الفلسطيني الشقيق في «ضحايا» الاعتداء وتمنياتها للجرحى بالشفاء العاجل، لتعرب عن التقدير للجهود المتواصلة التي تبذلها جمهوريّة مصر العربية الشقيقة لاحتواء الوضع والعمل على التهدئة ووقف التصعيد للحفاظ على الأرواح والممتلكات».
هذا ورفضت الإمارات أن تدين العدوان على القطاع، واكتفت بالدعوة إلى «خفض التصعيد»، متجاهلة المجازر التي يرتكبها كيان الصهيونيّ بحقّ المدنيّين.
إدانة النظام الخليفيّ جاءت في اليوم الثالث من العدوان، وقد سبقتها مواقف فلسطينيّة بعدم قبول الهدنة أو التراجع عن حقّ الدفاع عن الشعب والمواطنين، إذ أكّد قياديّون في حركة الجهاد الإسلاميّ أنّ المقاومة الفلسطينيّ تخوض حربًا مفتوحة مع العدوّ الصهيونيّ، وأنّ سرايا القدس تستخدم تكتيك حرب استنزاف، أو الحرب الضاغطة بطريقة تدريجيّة معيّنة قتاليّة مدروسة من قبل المقاومة لتحقيق أهداف معنويّة قريبة أو بعيدة المدى في الحرب معه.
وشدّد القياديوّن على أنّ المقاومة تقوم حاليًّا بإرساء معادلة جديدة والحفاظ على معادلات القوّة السابقة، بمعنى الردّ على الاغتيال. فهذه معادلة أطلقها الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي بأنّ أيّ اغتيال لأيّ مقاوم فإنّه سيتمّ قصف «تل أبيب»، ولفتوا إلى أنّ العدوان الصهيونيّ يتمّ بتنسيق عالي المستوى مع الإدارة الأمريكيّة خطوة بخطوة، ولهذا فإنّ المقاومة الفلسطينيّة تواجه في هذه المعركة عدويّين حاليًا: العدوّ الصهيونيّ المباشر وخلفه العدو الأمريكيّ الذي يخوض حملة ضدّ المقاومة على مستوى «أدواته في المنطقة من أجل الضغط عليها».