قال رئيس مجلس شورى ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إنَّ يَومَ عاشوراءَ وما جَرَى فيهِ من قتلٍ وذبحٍ للعتْرةِ الطّاهرةِ، وسلبٍ ونهبٍ للزينبيّاتِ، هو يومُ حُزنٍ وغمٍّ وبكاءٍ، وهو يومُ مُصيبةٍ من أكبرِ المَصائبِ في تاريخِ البشريّةِ، بحيثُ لا يوجد هكذا حادث مُحزن في التَّاريخِ بالرّغمِ من الحوادثِ التَّاريخيّةِ المُؤلمةِ التي حصلت.
وفي كلمته يوم الجمعة 29 يوليو/ تموز 2022، بمناسبة حلول الموسم العاشورائيّ 1444هـ، أوضح رئيس مجلس الشورى أنّه بعدمَا فقدتِ الأُمّةُ مُقوّماتِها الذاتيّةَ في المُواجهةِ واستحوذَ عليها الكثيرُ من الأفكارِ والنظريّاتِ المغلوطةِ، حتى أضحتْ ظاهرةُ الاستسلامِ علامةً واضحةً وسِمةً بارزةً، وهي تشاهدُ مشاهدَ الظُّلمِ والاستعبادِ تحت مظلّةِ الكثيرِ من المنظوماتِ المنحرفةِ والفاسدةِ التي عملتْ على امتهانِ الكرامةِ الإنسانيّةِ وسلبِ هويّتِها وقلبِ القِيَمِ الأخلاقيّةِ والمفاهيمِ الإسلاميّةِ، حتى أصبحَ المُنكَرُ معروفًا والمعروفُ منكرًا، انتفضَ أبو عبدِ اللهِ الحُسينِ «ع» امتثالًا للتّكليفِ الإلهيِّ وعملًا بالوظيفةِ الشرعيّةِ، لانتشالِ الأُمّةِ ممّا وصلتْ إليه، من رجوعٍ عنِ الإسلامِ وتحريفٍ للقُرآنِ وابتعادٍ عن تعاليمِ الرَّسولِ الأكرمِ «ص»، ورفضَ الاستسلامَ والبيعةَ لطاغيةِ زمانِهِ يزيدَ بنِ معاويةَ، حيث قالَ مقولتَهِ المشهورةَ،: «ومثلِي لا يُبَايعُ مثلَهُ»، التي تعلّم أنَّ الحقَّ لا يبتدِئُ مرحلتَهُ بالاستسلامِ والسُّكوتِ، والذُلِّ والخُنوعِ، وإنّما يبدأُ بالرّفضِ، وبثورة الجماهير على الانحرافِ والفسادِ الذي ينخرُ أعماقَ المُجتمعِ.
وحثّ أبناء شعب البحرين على استنهاض هممهم وعزائمهم واستقلال إرادتهم من مدرسة الحسين «ع»، مخاطبًا إيّاهم «فأجمِعُوا أمرَكُم، وتحلَّوا بتعاليمَ دينَكُم، ووحّدُوا صُفوفَكُم، واجعلُوا عزائمَكُم مُوحّدةً، في سياستِكُمْ خلفَ تعاليمِ دينِكُم وقرآنِكُم ونبيِّكُم، وخلفَ قيادتِكُم الحكيمةِ المُخلصةِ لدينِها وشعبِها»، مشدّدًا على رفض: القوانينِ الظَّالمةِ، والانتخاباتٍ المُزيّفةٍ وغيرِ العادلة، والتّراجعِ عن الحقِّ في تقريرِ المصير، والتّطبيعِ الذي يؤسّسُ للاستيلاءِ على البحرين، والصَّهاينةِ وثقافتِهِم والمُتصهينينَ والمُحاربينَ للدِين.
ودعا رئيس مجلس شورى ائتلاف 14 فبراير أطياف المعارضة في البحرين إلى تحمّل المسؤوليّة تجاهَ الدينِ والمُجتمع والوطنِ، في رعايةِ الوحدةِ والحرصِ على حمايتِها، وسدِّ الثّغراتِ التي تُعيقُ العملَ، مشدّدًا على عدم استسهالِ لومِ الآخرينَ، لتبريرِ الأخطاءِ عوضًا عن تحمّلِ المسؤوليّةِ في تقييمِ الأمورِ ومُحاسبةِ النَّفسِ، مشيدًا بالإنجازاتِ التي حقّقَها شبابُ الثَّورةِ والمعارضةُ والشَّعبُ، وما سطّروه معًا من ملاحمِ صمودٍ وثباتٍ طوالَ السَّنواتِ الماضيةِ.
ونبّه على الربطِ بين ثورةِ الإمامِ الحُسينِ «ع» وما يؤمنُ بهِ الموالون في الإمامِ المهديِّ «عجّ»، وهو أنّ ما قامَ به الإمامُ الحُسينُ «ع» في وقتِهِ سيقومُ بهِ الإمامُ المهديُّ «ع» حين يخرجُ، ولكن في مجالٍ أوسعَ وأكبرَ حيث سيُكمِّلُ ما بدأَهُ الحُسينُ «ع» في طرحِهِ مشروعَ الإصلاحِ العامِّ، مؤكّدًا أنَّ وظيفةَ الأنبياءِ والأئمّةِ المَعصومينَ «ع» إصلاحُ المُجتمعِ، وتطبيقُ منهاجِ اللهِ «عزّ وجلّ»، والأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المُنكر.