معركة «إرادة» يخوضها الرمز المعتقل في سجون النظام الخليفيّ «الدكتور عبد الجليل السنكيس»، المضرب عن الطعام منذ ما يقارب «العام».
قد تبدو معركة الأمعاء الخاوية هذه، للوهلة الأولى، غير متكافئة؛ فكيف لمعتقل في العقد السادس من عمره، اعتقل منذ أكثر من 11 عامًا، يعاني عدّة أمراض مزمنة، ومحروم من العلاج، مضرب عن الطعام منذ ما يقرب العام، من أجل قضيّة يؤمن بها، وهي استرجاع أبحاث أكاديميّة قضى في إعدادها 4 سنوات داخل سجنه من نظام جاهل أقدم على مصادرتها من دون وجه حقّ، أن يواصل إضرابه عن حاجة أساسيّة للحياة، في مواجهة هذا النظام الذي يحتمي بأسياده بريطانيا وأمريكا وحلفائه الصهاينة؟
أوراق النظام الخليفيّ في تعاطيه مع إضراب الدكتور السنكيس مكشوفة، إذ لديه غطاء يحميه من الانتقادات الحقوقيّة والإدانات الدوليّة، من حلفائه الأمريكان والبريطانيّين عبر تجاهلهم القضيّة من خلال الصمت المطبق المتعمّد وعدم إثارتها مع النظام، ولا شكّ في أن المقابل هو الحفاظ على مصالحهم لديه، فكثيرًا ما وُجّهت إليهم استنكارات على تقاعسهم في قضيّة السنكيس وغيره من المعتقلين السياسيّين، وتلميحات بأنّهم يساعدون على تبييض انتهاكات النظام المتكرّرة من دون إيلائها أيّ اهتمام.
وبالعودة إلى ما هو متوقّع من تدهور وضع السنكيس بعد عام على الإضراب عن الطعام، ومنع بعض أدويته عنه، وتحذيره من أنّه سيتوقّف عن تناول الأملاح، وهو يعاني أيضًا انخفاضًا في مستوى السكر، وضغط الدم، وانخفاض البروتين وبروز الرعشة في العضلات، وهو لم يتلقَّ منذ شهر أكتوبر/ تشرين الأوّل 2021 نتيجة أشعة التصوير المقطعي للكتف، ولم تُجرَ له أشعّة في الرأس، بالرغم من طلب الطبيب منذ شهر يناير، فهل ينفّذ النظام عمليّة إعدام بطيئة ضدّه؟ ولا سيّما أنّ الغموض يكتنف حالته الصحيّة في ظلّ تكتّم أجهزة النظام عن حالته، بل أكثر من ذلك فقد لجأ إلى محاولة الضغط عليه لإجباره على فكّ إضرابه، وذلك عبر إيقاف السكّر الذي يتناوله مع الشاي، كما أوقف عنه فحص الدم الدوري الذي يؤخذ كلّ أسبوعين، وفق ما ذكره الحقوقيّ السيّد أحمد الوداعي.
تجدر الإشارة إلى أنّ الرمز المعتقل الدكتور «عبد الجليل السنكيس» يواصل إضرابه منذ 8 يوليو/ تموز 2021، احتجاجًا على سوء المعاملة ومصادرة أبحاثه التي قضى 4 سنوات في إعدادها داخل سجنه، حيث بدأه
ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 صعّد الدكتور السنكيس في إضرابه عن الطعام برفضه تناول مغذي الوريد والفيتامينات التكميلية والأدوية عن طريق الفم احتجاجًا على قطع اتصاله المرئي بشكل تعسفي من إدارة سجن جوّ، وهو يقتصر الآن على الأملاح والسكر والشاي لمنع الجفاف.
والدكتور «عبد الجليل السنكيس» أحد الرموز الـ13 الذين اعتقلوا في العام 2011، وهو يعاني من متلازمة شلل الأطفال وفقر الدم المنجلي، وتعرّض لتعذيب وحشي أثناء الاعتقال، ما يزيد احتمال تعرَّضه للخطر، ولا سيّما مع تفشي كورونا في السجن، وقد دخل في إضرابٍ عن الطّعام عام 2015، استمرّ لأكثر من 300 يوم، احتجاجًا على ظروف اعتقاله.