قال ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إنّ شعب البحرين الأبيّ قدّم بثبات موقفَه الواضحَ في دعمِ قضيّةِ فلسطين والدّفاع عن المقدّساتِ في القدس الشّريف. وكان الحرْصُ، دومًا، على أن يكونَ الموقفُ الشّعبيّ حاسمًا وجادًّا ومستمرًّا، بمعْزل عن الظّروفِ الصّعبةِ التي يواجهها المواطنون في البحرين، سواء على صعيدِ معركتهم المفتوحة مع استبداد آل خليفة وطغيانهم، أم على صعيدِ فضْح المشروع التآمريّ البريطانيّ المفتوح والمخطّطِ الأمريكيّ/ الصّهيونيّ المعادي لشعوبِ المنطقة وقيمها، لافتًا إلى الشهداء الذين سقطوا في سبيل فلسطين إيمانًا منهم بأنّ مقاومةَ الصّهاينة الغزاة هو حقّ مشروعٌ، وفي كلّ الحدودِ والسّاحات.
وأوضح في بيان له، يوم الخميس 16 يونيو/ حزيران 2022، بمناسبة الذكرى السنويّة الأربعين للشهيد «مزاحم الشتر» الذي استُشهدَ في 21 يونيو/ حزيران 1982م في صفوف المقاومةِ الفلسطينيّة أثناء مشاركته البطوليّة في التّصدي للاجتياح الصّهيونيّ آنذاك لجنوبِ لبنان المقاوم، أنّ إحياء هذه المناسبة يأتي تحت شعار «مقاوم على طريق القدس»، وهو تكريم لهذا الشهيد الذي أضحى أيقونةً تاريخيّة تعبّر عن الموقفِ الدّينيّ والقوميّ الأصيلِ الذي التزمَ به شعبُ البحرين منذ أكثر من ثمانين عامًا في نصرةِ فلسطين والدّفاع عن القدس الشّريف قبل الاحتلال الصهيونيّ في العام 1948 وبعده، حتّى اليوم.
وأكّد ائتلاف 14 فبراير أنّ مشاريعَ التّطبيع الخيانيّة التي أقدمت عليها أنظمةُ المنطقة – ومن بينها نظامُ آل خليفة – هي مشاريعُ عار وشنار ستلاحقُ هذه الأنظمةِ العميلة حتى سقوطها الحتميّ، لافتًا إلى أنّها أثبتت بهذا الموقفِ الأسود أنّها لا تنتمي إلى شعوبٍ المنطقة التي ستظلّ تتمسّكُ برفْضها الرّاسخ ومقاومتها المشروعة للكيانِ الصّهيوني الإجراميّ، بما في ذلك مقاومة كلّ مشاريع التّطبيع واتفاقات الخزي المبرمة معه.
ورأى أنّ تبنّي خيار المقاومة والالتزام بمحورها الشّريف هو موقفٌ إنسانيّ نبيل يعبّرُ عن الانحيازِ للحقّ، ونصرة المظلومين، والوقوف في وجهِ الظّلم والإجرام، وعدم التردّد في تقديم العوْنِ والتّأييد للحركاتِ الشّريفة التي تقاومُ مشاريعَ الدّمار والاحتلال، موضحًا أنّ التحاق أهلِ البحرين كان بيّنًا لهذا الخيار والمحور منذ بداياتِ الخطر الصّهيونيّ، وعلى النّحو الذي جسّده «الشهيد مزاحم الشتر» عندما التحقَ بالمقاومة الفلسطينيّة في العام 1978، وشاركَ في مواجهةِ المشروع الصّهيونيّ، حتى استُشهد وبيده السّلاحُ الشّريف الذي ثبّتَ الخيارَ الصّحيحَ والمحورَ الصائبَ الموعودَ بالنّصرِ المبين.
وشدّد ائتلاف 14 فبراير على أنّ نصرةَ فلسطين والقدس ومقاومة الكيان الصّهيونيّ لا تنفصلان عن الدّفاع عن حقوق الشّعوب ومقاومة الظّلم والحكم الديكتاتوريّ الذي تعاني منه هذه الشّعوب، حيث لا توجد مفاضلة أو مفاصلة بين الجهادِ والمقاومةِ من أجل فلسطين والقدس، والنّضال والكفاح في سبيلِ الحريّة والعدالة، ولا سيّما في مواجهةِ الحكومات المُطبّعةِ مع الكيان الصّهيونيّ، مجدّدًا الدّعوة إلى تأسيسِ تنسيق فعّال من أجل دعم جبهةِ النّضال والمقاومة في البحرين وفلسطين، على قاعدة التلازم بين التحرُّر من الاحتلال والنّضال من أجل الحرّية، وبناء على القواسمِ الجوهريّة المشتركةِ التي باتت تجمعُ بين الشّعبين المناضليْن في البحرين وفلسطين المحتلّة.
ودعا شعب البحرين إلى المشاركةِ الواسعة في فعاليّات إحياء الذّكرى السنويّة الأربعين للمقاوم «الشهيد مزاحم الشتر»، للتّعبير المتجدّد عن مقاومتهم كلّ أشكال الوجود والتّطبيع مع الصّهاينة، وللتأكيد أنّ البحرين لن تهدأ حتى إسقاط اتّفاقات التّطبيع وطرْد سفير العدوّ الصّهيونيّ من المنامة، وتطهير البلاد من كلّ ما لحقَ بها من دنسٍ وعارٍ منذ الإعلان عن اتّفاق الخيانةِ مع الكيان المؤقت، لافتًا إلى أنّ البحرين بمختلف أطياف شعبها ستكون بمستوى إيمانها وقيمها وتاريخها ونضالها ومقاومتها، ولن تسمحَ للصّهاينةِ بأنْ يقرّ لهم قرارٌ أو وجودٌ على أرضِها.