بعد اعترافها بوجود حالة سلّ مؤكّدة في سجون النظام الخليفيّ، وبعد تصاعد حراك أهالي المعتقلين السياسيّين للمطالبة بالإفراج عنهم حفاظًا على سلامتهم بعد انتشار المرض بينهم، عمدت وزارة الصحّة في البحرين إلى إصدار بيان نفت فيه وجود أيّ مريض سلّ في السجن، لترفقه بتقرير تزعم فيه أنّها تقدّم الخدمات الصحيّة كافة والرعاية المتكاملة للمعتقلين بما يحفظ حياتهم وسلامتهم ويسهم في تعزيز مبادئ حقوق الإنسان وقيمها، وذلك بعد فعاليّات «جمعة إنقاذ الأسرى» التي شهدتها مختلف المناطق.
وقد فنّد هذه المزاعم ما آلت إليه أوضاع المعتقلين المرضى بالسلّ من تدهور، حيث أورد القانونيّ «إبراهيم سرحان» بأنّ جسم معتقل الرأي «مرتضى محمد عبد الرضا جعفر»، الذي يخضع للعلاج في مستشفى السلمانية منذ 24 مايو/ أيار 2022، لم يعد يستجب للأدوية، ما يلزم إجراء عمليّة جراحيّة له، وذلك لتركيب دعامات حديديّة لتثبيت الفقرتين الثالثة والرابعة من العمود الفقريّ، وتنظيف الصديد المنبعث من الغدد، والذي له تأثير ضارّ على أعضاء الجسم.
ولفت سرحان في تغريدات على حسابه في تويتر إلى أنّه عند إدخال مرتضى لغرفة العمليّات اليوم الإثنين 13 يونيو/ حزيران، فوجئت عائلته بتراجع الطبيب عنها وتأجيلها لموعد آخر بحجّة «وجود حالة طارئة أخرى»، وأعيد إلى جناحه.
أمّا معتقل الرأي «حسن عبد الله حبيب»، وبعد إعادته إلى السجن يوم 30 مايو/ أيار 2022، تمّ تقديم طلب من محاميه بتاريخ 5 يونيو/ حزيران للإفراج عنه، وقد قبل القاضي الطلب وقرّر عرضه على الطبيب الشرعيّ، لكنّ القرار لم ينفّذ، وتعرّض حسن لانتكاسة ونوبة سكلر حادة يوم الجمعة 10 يونيو/ حزيران، ونقل إلى مستشفى السلمانيّة، وانقطعت أخباره.
هذا ويتواصل حراك الأهالي في العديد من البلدات تضامنًا مع المعتقلين، حيث يصرّون على حقّ أبنائهم بالحريّة من دون قيد أو شرط.