أحيا شعب البحرين الذكرى السنويّة الحادية عشرة للشهيد «جابر العلويات»، حيث زار ضريحه آباء الشهداء وناشطون وعدد من رجالات الصمود ومجموعة من الأهالي يوم الأحد 12 يونيو/ حزيران 2022.
وقد أهدوا إلى روحه ختمة قرآنيّة تخليدًا لذكراه ووفاء لدمائه، وشدّدوا على التمسّك بالقصاص من القتلة.
والشهيد «جابر العلويات» كان في طليعة الثوّار في التظاهرات التي انطلقت في العام 2011، وفي ميدان الشهداء، وكان إلى جانب الشهيد القائد «عبد الرضا بو حميد» في المسيرة التي خرجت في ختام مراسيم عزاء «الشهيد علي مشيمع» في 18 فبراير/ شباط 2011، من الديه متجهة إلى دوار اللؤلؤة، عندما فتحت عصابات المرتزقة النار على المتظاهرين فسقط الشهيد بو حميد وعشرات الجرحى، وتعرّض الشهيد جابر للضرب على يد 6 ضبّاط من الداخليّة في منزله وأمام أهله، لكن ذلك لم يثنِ من عزيمته واستمراره في المطالبة بالحقوق المشروعة.
في1 مايو 2011 خرج الشهيد من منزله صباحًا، واعتقلته قوات النظام الخليفي خافية إيّاه قسرًا لمدة 20 يومًا قبل أن يسمح لأهله بزيارته، غير أنّ علامات التعذيب بدت واضحة جدًا عليه، فوجهه تملؤه الكدمات، ورأسه متورم جدًا، وملابسه لم تخفِ الدماء التي كانت تسيل تحتها حتى أنّه لم يكن قادرًا على تحريك يده اليسرى، فكان يرفعها بيده اليمنى، ما كشف مدى التعذيب الشديد والممنهج الذي تعرض له لانتزاع الاعترافات داخل غرف التعذيب، وهو ما نقله أحد المعتقلين معه بالسجن بعد استشهاده.
بعد عدة أيام أخرجوه من السجن وتركوه خلف مستشفى السلمانيّة، فرآه أحد المارة، وأوصله إلى منزله لا يستطيع المشي، ويعاني آثار تعذيب شديد، وآلام مبرحة في منطقة البطن، ليستشهد بعدها بيومين أثناء تأديته صلاة الفجر في منزله.
من كلمات الشهيد التي ألقاها في ميدان الشهداء: «أرجو منكم جميعًا أن تجعلوا الكرامة نصب أعينكم، فإنّنا أصحاب حقّ وحقيقة، لسنا نخاف الموت إن وقع علينا أم وقعنا عليه، وسنقتحم الموت ولن يريبنا حمد».