لم ينهِ الاعتقال يومًا معركة المعتقلين السياسيّين مع النظام الخليفيّ الذي لم يتوانَ عن الانتقام منهم بأبشع الطرق، ولعلّ أكثرها إجرامًا تركهم عرضة للأمراض وحرمانهم العلاج في ظلّ سوء الأوضاع المعيشيّة في السجون التي لا ترقى في الأصل إلى أدنى مستوياتها.
أكثر من عامين عاش المعتقلون السياسيّون وضعًا إنسانيًّا صعبًا في ظلّ تفشّي فيروس كورونا بينهم، والذي استشهد بسببه المعتقل «حسين بركات»، وهو لليوم ما زال يتفشّى، حيث أكّدت جهات حقوقيّة أنّه ينتشر في هذه الأيّام في سجن الحوض الجاف بين المعتقلين صغار السنّ، حيث سجّلت بينهم العديد من الإصابات.
كما يواجه هؤلاء المعتقلون خطرًا جسيمًا، هو مرض السلّ الرئويّ الذي أخذ ينتشر بينهم، في ظلّ تعمّد النظام التكتّم على حقيقة الأمر، وعدم تمكين المرضى من العلاج اللازم، أو أخذ الإجراءات الاحترازيّة االلازمة، وما يكشف هذا التعنّت هو حراك الأهالي الذي بات يوميًّا، إذ يخرجون أمّهات وآباء وأولاد وأقارب فيعتصمون عند الشوارع العامّة في أكثر المناطق والبلدات، يرفعون صور أولادهم وينادون بحريّتهم من دون قيد أو شرط.
ويواصل الشعب تضامنه مع المعتقلين، ومساندته لعوائلهم، إذ تحفل وسائل التواصل الاجتماعيّ بالمواقف المطالبة بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين، والتي تفضح جرائم النظام بحقّهم، ويتصدّر غالبًا وسم «أنقذوا سجناء البحرين» الترند في التغريدات، كما تجدر الإشارة إلى انطلاق فعاليّات تحمل عنوان «جمعة إنقاذ الأسرى»، وذلك للضغط من أجل إنقاذهم وضمان حقّهم المشروع بالحياة.