قال قائد الثورة الإسلاميّة آية الله السيّد علي الخامنئي إنّ الإمام روح الله الخمينيّ «قدّه» هو روح الثورة الإسلاميّة والجمهوريّة الإسلاميّة، وإذا ما نزعت هذه الروح ستبقى نقشًا على الجدران، واصفًا سماحته بالشخصيّة الاستثنائية، و«إمام الأمس واليوم والمستقبل».
وأكّد في كلمته ضمن مراسم إحياء ذكرى رحيل الإمام الخميني «قدّه» الـ33 يوم السبت 4 يونيو/ حزيران 2022 في طهران أنّ الثورة الإسلاميّة الإيرانيّة هي الأكبر؛ لأنّ فيها ميزات متعدّدة، وأوصلت الشعب الإيراني والبلد إلى قمم التقدّم، بينما الثورات الصغيرة والكبيرة سواء الثورة الفرنسيّة أو السوفياتيّة وباقي الثورات كانت تفتقد إلى المعنويات، موضحًا أنّها تحقّقت بحضور الشعب الإيرانيّ الذي لن يبعد عنها، فالشعب انتخب نظام الجمهوريّة الإسلاميّة في انتخابات حرّة ونزيهة عبر أكثر من خمسين عمليّة اقتراع أقيمت في البلاد خلال 43 عامًا، مشددًا على أنّ الشعب هو الذي أوصل الثورة التي اهتمّت بالجانب المادي للإنسان والمعنوي إلى النصر،
وذكر أنّ الإمام الخميني أدخل الشعب إلى الساحة وأبعد عنه اليأس، فعندما كان النظام الطاغوتي يلتقط أنفاسه الأخيرة ويفكر بفرض حظر التجوال بادر الإمام لدعوة الشعب إلى النزول إلى الشوارع، محدّدًا بذلك مجالات النضال، وقد نزل الجميع في طهران إلى الشوارع لتلبية نداء الإمام، والتوجّه إلى مدينة باوة لكسر الحصار عن الثوار، وأضاف أنّه في فترة الدفاع المقدس وبعد القبول بقرار الأمم المتحدة، حدّد الإمام مستقبل الشعب وشرح له الميدان في وصيّته.
ووصف السيّد الخامنئي الإمام الراحل بالإنسان الممتاز والفذّ، والذي كان طاهرًا وتقيًا وأهلًا للمعنويات والعرفان، وشجاعًا وحكيمًا وعقلانيًا، ولم ييأس أبدًا، والأحداث الجمّة في بداية الثورة لم تُدخل أيّ تردّد إلى قلبه، وكان صادقًا مع الله ومع الشعب، مُلتزمًا بعهوده، مضيفًا أنّه كان يهتم بالوقت وكان أهلًا للتوكل والمؤمن بالوعد الالهي، فيما كانت البنى التحتية في كافة نشاطات الإمام الراحل القيام لله الذي هدف منه إلى إقامة الحقّ والعدل والقسط ونشر المعنويّات.
ولفت إلى أنّه كان في حركة الإمام نقاط بارزة، حيث كان صريحًا وله لسان ناطق، وكان يخاطب الشعب باستمرار ولم ينقطع عنه. وأكّد أنّ إحدى ميزات الإمام البارزة هي الثقة بالشعب منذ اليوم الأوّل وبجهاده، لأنه كان يعتقد أنّ الشعب سينصره إذا ما نزل إلى الساحة، فالشعب لم يكن يعاني من أيّ فراغ في القيادة، وشدّد على أنّ الخميني استمدّ أفكاره من التعاليم الإسلاميّة وابتعد عن الرأسماليّة والعلمانيّة والاشتراكيّة القائمة على الدكتاتوريّة، وطرح نموذجًا حديثًا وساميًا للجمهوريّة الإسلاميّة، وهو الذي دعا إلى تأسيس مجمع تشخيص مصلحة النظام.
وشدّد السيّد الخامنئي على عدم الاستسلام للاستبداد والعمل على تقوية العلم والقدرة الدفاعية للبلاد، والقبول بالتنوّع السياسي، ومراعاة الانسجام والوحدة الوطنية، معتبرًا أنّه أينما أراد الشعب والمسؤولون الاعتماد على الإرادة حققوا النصر وأينما تكاسلوا فإنهم أخفقوا.
وأكّد سماحته أنّ الجبهة الواسعة للأعداء منذ انطلاق الثورة المباركة دخلت الساحة بقوّة، وأنّ الذين اعتادوا الرذيلة لا يمكنهم أن يفصلوا أنفسهم عنها، داعيًا الشباب إلى الانتباه من أنّ الغربيّين نهبوا العالم لثلاثة قرون، ونهبوا أمريكا الجنوبية، مؤكدًا أنّ الغرب قام بالكثير من المجازر الجماعية والاستعباد.
وقال «علماء الغرب انبروا اليوم ليحددوا ويرسموا لنا قانون حقوق الإنسان وهذا ما يبيّن مدى الخداع لدى الغرب»، فهو يرتكب مختلف الجرائم التي يندى لها الجبين، مؤكدًا أنّ الإمام الراحل كان يعرف هذه الأمور بشكل جيد، ولفت أنّ غاية الأعداء اليوم توجيه الضربات للشعب، وأملهم لذلك في الاحتجاجات الشعبيّة، مشددًا على أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة أصبحت اليوم شجرة ثابتة وحساباتهم كانت خاطئة، فالإمام الراحل جعل الشعب يتعرّف إلى مفهوم المقاومة، وربّى الشعب على روح المقاومة والصمود والثبات، مؤكدًا أنّ عنوان المقاومة أصبح اليوم عنوانًا عريضًا.
وقال إنّ الجسم المقطّع للشهيد قاسم سليماني حمل على أكفّ الملايين من أبناء الشعب، وأضاف: «انظروا في النشيد الذي انتشر هذه الأيّام الذي يبرز الاحترام لإمامنا القائم (أرواحنا له الفداء) ويحمل السلام لبقية الله»، مشيرًا إلى أنّه في بداية الثورة لم يكن للشباب الهجوم الهادر على مراكز الاعتكاف، أمّا اليوم فالشعب اعتاد إطلاق المسيرات العظيمة وهذا دليل على وفائه.
وكشف السيّد الخامنئي أنّ الأمريكيّين هم من أمر الحكومة اليونانية باحتجاز ناقلة النفط الإيرانيّة وسرقة النفط الإيرانيّ.
وختم سماحته قائلًا: «توصياتنا للناشطين في سوح الثورة والسوح الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة هي ألّا تدعوا الأعداء يزيلون هويّة ثورتكم الأساسيّة أو يحرّفون نهج الإمام الخمينيّ، ومن يريد العودة إلى النمط الغربيّ فهو رجعيّ، ولا تدعوا عودتهم إلى المواقع الإداريّة، وافضحوا حرب الأعداء النفسيّة وأكاذيبهم».