لم تجد وزارة الصحّة في البحرين بدًّا من تأكيد المؤكّد: «مرض السلّ» ينتشر في السجون الخليفيّة، ولكنّها سعت إلى تخفيف وطأة الخبر، عبر تجميله بمصطلحات منمّقة ومخفّفة، إذ يوجد مصاب واحد، وحالته مستقرّة ويخضع للعلاج والعناية الطبيّة اللازمة، وذلك بعد الفحص والتشخيص المطلوب، وفق بيانها الذي نشرته وكالة بنا يوم الخميس 2 يونيو/ حزيران 2022.
وذكرت أيضًا أنّها تقوم بإجراء الفحوصات اللازمة احترازيًّا على بقيّة المخالطين للاطمئنان على الوضع الصحيّ بشكل عام، ولكن لا يُعرف إذا ما كان لدى هذه الوزارة معلومات كافية عن خطورة مرض السلّ وسرعة انتشاره، أو لديها معلومات عن المعتقلين الذين يعانون عوارضه، وقد ذكرت جهات حقوقيّة أسماءهم، بل حتى أنّ منظّمة العفو الدوليّة أعربت عن بالغ قلقها من الإهمال الفادح للنظام أمام «حالات» السلّ الموجودة بيم معتقلي سجن جوّ.
في المقابل يعمل أهالي المعتقلين على تفعيل وسم «أطلقوا سجناء البحرين»، معبّرين من خلال تغريداتهم على وسائل التواصل الاجتماعيّ عن إصرارهم بحقّ أبنائهم بالحريّة في ظلّ انتشار المرض، والإهمال الطبيّ المتعمّد والممنهج في سجون النظام، واللافت كان انتشار وسم مضاد من ذباب النظام للتشويش على هذا الوسم، في خطوة مبتذلة من هذا النظام المجرم الذي يعمل في العلن على مداراة الرأي العام، بينما يواصل في السرّ انتقامه من الشعب الذي يطالب بحقّ تقرير مصيره.
وكانت الحقوقيّة «إبتسام الصائغ» قد أكّدت أنّ مرض السلّ الرئويّ الخطير آخذ بالانتشار بين المعتقلين السياسيّين في سجون النظام، ولا سيّما مع حرمانهم العلاج والوقاية منه، حيث ذكرت أنّه توجد إصابتان مؤكّدتان هما معتقلا الرأي «حسن عبد الله حبيب»، «مرتضى محمد عبد الرضا»، وإصابة محتملة للمعتقل «السيّد نزار الوداعي»، إضافة إلى المحرّر «أحمد جابر رضي» الذي أفرج عنه بعد تدهور وضعه الصحي نتيجة المرض.