شدّد سماحة الأمين العام لحزب الله «السيّد حسن نصر الله» على ضرورة مواجهة مسار التطبيع مع الصهاينة، والثبات على مسار الصمود في المعركة مع دول الاستكبار.
وقال في خطابه خلال مهرجان «القدس هي المحور» الذي أقامه حزب الله في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، إحياءً ليوم القدس العالميّ في مجمع سيّد الشهداء «ع»، يوم الجمعة 29 أبريل/ نيسان 2022، إنّ التطبيع دخل في إطار التيئيس وفشل، مؤكّدًا أنّ هدف العلاقات بين بعض الدول العربيّة والكيان الصهيونيّ قد فشل، فهي لن تؤدّي بشعوب المنطقة والشعب الفلسطينيّ إلى اليأس.
وشدّد السيّد نصر الله على مواجهة التطبيع بالكلمة والموقف والقول بدون خجل وبدون حسابات، وبدون تمييز، موضحًا أنّ كلّ من يطبّع مع العدوّ الإسرائيليّ يجب أن يدان، وأن يتّخذ منه الموقف اللازم والمتناسب مع خيانة بهذا المستوى.
واستنكر سماحته وقاحة بعض المطبّعين وقبح تصريحاتهم، قائلًا «من أبشع وأقبح التصريحات التي سمعتها في الأسابيع القليلة الماضية هي تصريحات مسؤولين في البحرين، وزير خارجيّة البحرين»، لافتًا إلى أنّ ارتماءهم في أحضان الصهاينة لم يُبقِ لديهم أيّ شيء من الشرف ولا من الخجل ولا من الحياء، وهم يتحدّثون عن تطبيع العلاقات مع «إسرائيل»،.
ورأى سماحته أنّ من أبشع النفاق الذي يقال في هذه الأيّام عندما تقف دول عربيّة وإسلاميّة وتقول: «نحن نقيم علاقات مع “إسرائيل” من أجل خدمة القضيّة الفلسطينيّة ومن أجل خدمة الشعب الفلسطينيّ»، متسائلًا: «هل يوجد وقاحة ونفاق واستحمار واستغباء لشعوبنا ولأمّتنا مثل هذا المستوى؟» بادّعائهم أنّهم يقيمون العلاقات مع الصهاينة خدمةً للشعب الفلسطيني والقضّية الفلسطينيّة والقدس، بينما لم تسفر هذه العلاقات عن الإفراج عن آلاف الأسرى في السجون، ولا حمت المسجد الأقصى، ولا منعت هدم بيوت الفلسطينيّين وتجريف حقولهم، ولا رفعت الحصار عن غزّة، ولا أعادت الفلسطينيّين من الشتات الذين يعيشون في أصعب الظروف في مخيّمات اللاجئين إلى ديارهم وحقولهم.
ونوّه السيّد نصر الله إلى أنّ في رأس مواجهة مسار التطبيع العمليّات في داخل فلسطين المحتلة، وهي أكبر ردّ كان على اللقاء التطبيعيّ الخيانيّ في «النقب»، حيث أوصلت رسالة للصهاينة: «تطبيعكم مع هذه الدول العربيّة لن يحميكم»، ولهذه الدول العربيّة: «علاقتكم مع إسرائيل لن تحميكم».
وكشف سماحته أمرًا غير معلن سابقًا، وهو أنّ موقف الجمهوريّة الإسلاميّة الميدانيّ العسكريّ من ضربات الصهاينة لها يتطوّر الآن إلى حدّ أنّها قد تُقدم في حال استمرار العدوان الإسرائيليّ على الوجودات الإيرانيّة في المنطقة، على ضرب “إسرائيل” مباشرة، هذا الموقف يتطوّر ومقدّماته تكبر، والمسألة تقف عند السلوك الإسرائيليّ وحماقته وغبائه، بحسب تعبيره، إذ إنّه بعد أن قام الصهاينة الموساد بالاعتداء على الجمهوريّة الإسلاميّة انطلاقًا من أربيل من العراق، وقصفت الجمهوريّة مقر الموساد فيها بـ12 صاروخ فاتح 110، وكانت إصاباتها دقيقة، وجّهت ايران رسالة واضحة علنيّة، أنّها أبلغت دول المنطقة التي طبّعت مع ”إسرائيل”، وأقامت علاقات معها، وقد تفتح قواعد لها عندها، أنّ أيّ اعتداء على إيران انطلاقًا من هذه الدول ستردّ عليه إيران على القواعد الإسرائيليّة في هذه الدول، أيًّا كانت هذه الدولة التي انطلق منها العدوان على الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، وهذه الرسالة وصلت إلى هذه الدول المطبّعة وإلى الكيان الإسرائيليّ المؤقّت أيضًا.
وأضاف سماحته أنّ المسار الآخر الذي يجب الاستمرار فيه هو مسار «الصمود»، موجّهًا كلامه للفلسطينيّين والبنانيّين والسوريّين واليمنيّين والعراقيّين والإيرانيّين ولكل شعوب المنطقة والبحرانيّين ولكلّ المتعاطفين، بضرورة مواجهة الضغوط المتواصلة «الاقتصاديّة- المعيشيّة..» من أجل الخضوع لأمريكا وشروطها ولإسرائيل، الضغوط الاقتصادية والمعيشية، كما لفت إلى أنّ في موضوع التطبيع مسؤوليّة خاصّة على العراق، حيث يُطرح فيه التطبيع بقوّة، ويجب أن يواجه بحسم وبجدارة، والعراقيّون لائقون وجديرون بمستوى هذه المسؤوليّة التاريخيّة، بحسب تعبيره