قالت الباحثة والأكاديميّة السوريّة «الدكتورة ميّادة رزوق» إنّ يوم القدس العالميّ لهذا العام، ليس كأيّ يوم من أيّام القدس، فهو يحمل بصمة مخيّم جنين، والأبطال الشهداء المقاومين، أصحاب عمليّات النقب وبئر السبع وبني براك في تل أبيب، والحركة الأسيرة وأسرى نفق الحريّة من بعد معركة سيف القدس، وهو يوم انتفاضة أهل الأقصى دفاعًا عن كلّ شبر من ديارهم المقدّسة.
وأضافت في كلمتها التي ألقتها، عبر الهواء الافتراضي، في المهرجان الخطابيّ النسويّ التاسع الذي أقامته الهيئة النسويّة في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير يوم الثلاثاء 26 أبريل/ نيسان 2022، تحت شعار «القدس هي المحور»: «إنه اليوم الذي سنحييه جميعًا نحن الشعوب المقاومة بكلّ ما أوتينا من قوّة لترسخ في أذهان كلّ أجيال الأمّة، فهذا اليوم بات عمليًّا يوم الإعداد للتحرير، واعلان أنّ القدس عاصمة لفلسطين ولكلّ العرب المسلمين وأحرار العالم بامتياز».
ولفتت الدكتورة رزوق إلى أنّ نكبة الشعب الفلسطينيّ بدأت منذ أكثر من سبعة عقود حيث هجّر وطرد قسرًا من قراه وبيوته، لتمرّ بعدها القضيّة الفلسطينيّة بظروف معقّدة، ومرحلة مفصليّة، ومخاطر غير مسبوقة بدأت باتفاقيّة أوسلو التي شوّهتها، وتلاها تقديم تنازلات كبرى دون انتزاع الحقوق، ولم تنته بصفقة القرن ومسيرات التطبيع الثقافيّة والفنيّة والإعلاميّة والرياضيّة والسياحيّة، لتتمخض عن اتفاقيات تطبيع الأسرلة وتسفر عن وجهها الحقيقي بأنّها تحالف حرب أمنيّ- سياسيّ- عسكريّ- اقتصاديّ بين الكيان الصهيونيّ والأنظمة العربيّة الرجعيّة ضدّ محور حلف المقاومة، هدفها أمن الكيان الصهيوني وحرف البوصلة وتصفية القضيّة وضياع الحقوق.
وأوضحت أنّ ذلك تزامن مع اشتغال الآلة الإعلاميّة الغربيّة، وتحت كنفها إعلام وسياسات الأنظمة الرجعيّة العربيّة لاستدخال فكر الهزيمة والاستسلام وتزييف الحقائق وكيّ الوعي، ومحو الهويّة وفقدان الانتماء، وشيطنة دول محور المقاومة ورموزها وضياع البوصلة لدى الشعوب العربيّة، بالتوازي مع محاولة قوّات الاحتلال الصهيوني بكافة السبل تغيير معالم الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، وصبغها بالصبغة الإسرائيليّة، مع تتالي السيناريوهات بأجندة صهيوأمريكيّة لتدمير الدول الداعمة والمؤمنة بالقضيّة الفلسطينيّة، وتحطيم جيوشها من خلال حصارها وفرض العقوبات والضغوطات الاقتصاديّة.
وشدّدت الدكتورة رزوق على أنّ المنطقة تشهد اليوم انتصارات ميدانيّة كرّسها محور المقاومة الممتد من إيران إلى سوريا إلى قوى المقاومة وفصائلها في العراق ولبنان واليمن وفلسطين المحتلة، فرضت فيها المقاومة الفلسطينيّة كأحد أذرع محور المقاومة معادلة قوّة جديدة لنصرة القدس والأقصى، وإعادة ترتيب المنطقة ورسم معالمها وملامح تشكّلها، وأعادت الحيويّة والزخم للقضيّة الفلسطينيّة، وحطّمت أسطورة «الجيش الذي لا يقهر»، وكشفت وهن الكيان وهشاشة قبّته الحديديّة ومنظومات جيشه الدفاعيّة باعتبارها أنجح تقنيّاته العسكريّة، وأكدت أن زمن استفراد تل أبيب بالقدس والأقصى والضفّة الغربيّة قد ولى.
وأكّدت أنّ ثمّة تحوّلات استراتيجية تفرض نفسها على كيان الاحتلال، الذي يعاني بالأساس من أزمات بنيويّة اجتماعيّة وسياسيّة واقتصاديّة، وتكشف في المقابل ظهور أجيال جديدة من الشباب بوعي كفاحي نضالي جديد ملتحم مع قضيّته، ومتمسّك بهويّته العربيّة الفلسطينيّة، وبقضيّته المركزيّة بتحرير فلسطين.
وقالت الدكتورة ميادة رزوق «إنّنا نعيش اليوم بشكل حقيقيّ وواقعي معركة الوعي والوجود والهويّة، وستعود القضيّة الفلسطينيّة لتتربّع على أولوية قضايا شعوب المنطقة».
One Comment
ابراهيم الدمستاني
تحية لشعبنا المقاوم الثائر والمناصر للقضية الفلسطينية والذي قدّم القرابين نصرةً لفلسطين وشعبها المشرّد واستجابة لنداء الإمام الخميني رض في إحياء يوم القدس العالمي. الله أكبر واللعنة على الصهاينة والمطبّعين