قال سماحة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله إنّ يوم القدس العالميّ مناسبة إيمانيّة وجهاديّة وعباديّة عظيمة.
وفي كلمته خلال فعاليّات «منبر القدس» الذي عقده قادة محور المقاومة يوم الثلاثاء 26 أبريل/ نيسان 2022، عبر الهواء الافتراضي، أكّد أنّ عظمة الحكمة التي تجلّت في إعلان الإمام الخمينيّ «قدّه» لآخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك يومًا عالميًّا للقدس، ودعوته شعوب الأمّة والعالم إلى إحياء هذه المناسبة، واعتباره يومًا مركزيًّا للقدس ولفلسطين وشعبها، ولهذه المعركة التاريخيّة الكبرى، تتجلّى يومًا بعد يوم.
وأكّد سماحته أنّ هذه القضيّة أخذت تضجّ بالحياة من جديد، وتجد لها المزيد من الأنصار المؤيّدين المفكّرين المنظّرين المتعاطفين، وأيضا المجاهدين المستعدّين للتضحية من أجلها، بينما كان رهان العدوّ وحلفائه من حكومات وأنظمة في العالم العربيّ على نسيانها مع الوقت، وعلى تخلّي الشعوب عنها وخاصّة الشعب الفلسطينيّ مع ما يواجهه من تحدّيات وابتلاءات وصعوبات، حيث راهنوا على يأسه ويأس باقي الشعوب والأمّة وإحباطها، لتصل في نهاية المطاف إلى الاستسلام والقبول، ولكن تضحيات دول محور المقاومة وحركاته وشعوبه وبصيرتهم جعلت النتائج مختلفة.
ولفت السيّد نصر الله إلى أنّ اختيار شعار هذا العام «القدس هي المحور» هو من صميم عودة القدس لتكون القضيّة الأساس والهدف، ولتكون هي المحور لكلّ محور المقاومة، مضيفًا «يجب أن يسمّى محور المقاومة أيضًا محور القدس بحقّ»؛ لأنّ القدس هي النقطة المركزيّة الجامعة بين هذه الدول والشعوب والحركات والأحزاب وفصائل المقاومة وكلّ النخب، سواء في محور المقاومة أو على مستوى شعوب الأمّة.
وأكّد سماحته أنّ القدس تعود اليوم إلى الفكرة والوعي والعاطفة والمشاعر والوجدان، والأهمّ «إلى الميدان»، فمن أجلها تبنى اليوم جيوش حقيقيّة وقوى ومقاتلون أولو بأس شديد، ولها سيف في غزة يدافع عنها كما حصل في العام الماضي في معركة سيف القدس، حتى حضرت بقوّة في عقل العدوّ وحساباته وقراراته، كما أنّها تعود ولها محور يتجمّع ليصنع معادلته الإقليميّة القويّة الصلبة من أجل حمايتها أوّلًا، ومن أجل تحريرها ثانيًا، ولها شعبها في فلسطين والداخل الـ48 وغزة، يصنع الملاحم التي تهزّ الكيان.
وشدّد الأمين العام على أنّ القدس هي مسؤوليّة الأمّة جمعاء، التي تتعرّض لضغوط وعقوبات وحصار وتضييق على المستوى الدوليّ والإقليميّ والداخليّ هدفها الأساسيّ هو التخلي عن القدس وفلسطين ومنطق المقاومة وثقافة المقاومة، هدفها الحقيقيّ هو دفع الجميع للاستسلام لإرادة أمريكا وإسرائيل في تثبيت وجود الكيان الغاصب، وأيضًا للقبول بالتطبيع بكلّ أشكاله مع هذا الكيان من قبل كلّ دول المنطقة، وأيضًا القبول بالفتات الذي يقدّم للشعب الفلسطينيّ وشعوب المنطقة، مؤكّدًا أنّ الصمود هنا في مواجهة هذه التضييقات والحصار والإرهاب والتهديد، هو جزء أساسيّ من معركة المقاومة ومعركة المصير والمستقبل.
وجدّد سماحته العهد للشهداء في كلّ المنطقة على مواصلة المسير حتى تحرير القدس والصلاة فيها، مردفًا «وهذا عهدنا مع شهدائنا العظام من قادتنا وكبارنا في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن، وفي مقدّمتهم شهيد القدس القائد الكبير والملهم الحاج قاسم سليماني رضوان الله تعالى عليه، الذي أمضى حياته الشريفة في خدمة هذا الهدف وهذا الطريق، وهذا المحور»، مشدّدًا على ضرورة تكاتف كلّ فصائل المقاومة وحركاتها لتحطيم القيود وإسقاط المؤامرات، وتحقيق الانتصار الموعود