أكّد سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم أنّ الأمّة اليوم تقف أمام المسؤوليّة الكبرى لإحياء يوم القدس العالمي بكلّ تحدّياته العظمى التي يمتاز بها هذا العام امتيازًا خاصًّا، من وجوب الحشد له وإعلاء الصوت وإعلان المواجهة.
وفي كلمته خلال احتفال «منبر القدس» الذي عقده قادة محور المقاومة يوم الثلاثاء 26 أبريل/ نيسان 2022، عبر الهواء الافتراضي، بمناسبة يوم القدس العالمي، أوضح سماحته أنّ المسجد الأقصى يعاني من أكثف الهجمات الصهيونيّة العدائيّة وأقذرها وأخطرها وأشرسها، وهذا من أكبر التحديات.
كما لفت سماحته إلى أنّ المسلمين الفلسطينيّين يتعرَّون لسفك الدماء واستباحة الحُرُمات، بينما يضحّون ببطولة في ساحات الجهاد من أجل حفظ الدين، وفي سبيل الحقّ والعزّة والكرامة، كما تواجه الأمّة اليوم أخطر تهديدٍ لهويّتها ووجودها؛ على يد التطبيع الخؤون.
ودعا آية الله قاسم شعب البحرين إلى الدفاع عن حريم الإسلام، وغسل عار التطبيع الذي ارتكبته «السياسة المحليّة»، مؤكّدًا براءة الشعب من هذه الخيانة، مشدّدًا على ضرورة إحياء يوم القدس العالميّ في البحرين بمستوى ما يُمثّله هذا الإحياء من انتصارٍ للدّين والأمّة وعزّها وشرفها، وما يُمثّله من صِدق هذا الشعب مع الإسلام، وانتصاره لقضاياه وقضايا الأمّة، مضيفًا إنّ الدولة الصهيونيّة محكومٌ عليها بأنّها دولة مؤقتةٌ وزائلة، وأنَّ مآلها إلى مزبلة التاريخ .
وهذا نصّ الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على نبينا الكريم وآله الطيبين الطاهرين.
أيّتُها الأمّة المجيدة الثائرة القاهرة المُنتصرة، أيّتُها الأمّة المبدئية الحديديّة الظافرة.
يا أمّة الإسلام العظيم والجهاد المقدّس، والمقاومة الصُلبة في ذات الله.. السلامُ عليكِ أيّتُها الأمّة القادرة، وعليكِ يا أمّة العرب الأبيّة..
تقفون اليوم أمام المسؤولية الكبرى لإحياء يوم القدس العالمي بكلّ تحدّياته العظمى التي يمتاز بها هذا العام امتيازاً خاصّاً، وما يترتب على ذلك من وجوب الاحتشاد فوق كلّ احتشادٍ أُعتيد في هذا اليوم، وصوتٍ أعلى من كلِّ صوت، وإعلانٍ للمواجهة هو الأصرح، وجديّةٍ هي الأقوى، وتضحيةٍ هي الأشدّ، وتصميمٍ فوق كلّ تصميم، ومشاركةٍ هي الأوسع على مستوى كلّ البلاد وكلّ الأمّة في المناسبات الخطيرة، ومحطات التحدّي العظيم.
هذا العام، وهذه الآونة منه بالخصوص؛ يُعاني المسجد الأقصى من أكثف وأقذر وأخطر وأشرس الهجمات الصهيونيّة العدائيّة، بما يعني تهديداً من أكبر التهديد الجدّي لقُدسيّته ودوره الإلهي العظيم، ويُعاني المسلمون الفلسطينيون من سفك الدماء واستباحة الحُرُمات ما يعانون، وتشهد ساحة الجهاد من فدائيتهم وتضحياتهم ما يشهد ببطولاتهم العظيمة، وغيرتهم على الإسلام ومُثُلِه الكريمة، واستعدادهم الذي يندُر مثله في بذل الغالي والرخيص في سبيل الحقّ والعزّة والكرامة.
والأمّة اليوم تواجه أخطر تهديدٍ لهويتها ووجودها؛ على يد التطبيع الخؤون.
أيُّها الشعب الحرّ الأبيُّ في البحرين..
أنتُم معنيّون أصلاً ومُطلقاً -كسائر شعوب أمّتنا المجيدة- بالدفاع عن حريم الإسلام وقدسيّته وعزّته وصفائه بما أنتم عليه من صِدق الإيمان، والإباء الذي تغنى به النفس المؤمنة، وبما تعلمتوه من مدرسة الولاء للإسلام وقادته المعصومين كالإمام الحسين (عليهم السلام)؛ من رفض الركوع إلاّ لله، والخضوع إلاّ لعظمته، والمسارعة لامتثال أمره.
وأنتُم وبمقتضى عزّتكم وكرامتكم وإحساسكم الكبير بشرفكم؛ تَرَوْن أنَّ عليكم أنْ تغسلوا عار التطبيع الذي ارتكبت السياسة المحليّة كبير جنايته لتلحق من عاره بشعبٍ يبرأ منه كلّ البراءة، وينكره الإنكار كلّه، ويرى أنّ من واجبه مقاومته كما يُقاوم كلّ ذنبٍ عظيم، وكلّ خيانةٍ كبرى، وكلّ جُرمٍ خطير.
ولا تروْن جرماً أكبر خطراً من جُرم التطبيع الذي يستهدف ديننا وشعوبنا وأمّتنا، ويستهدف أن يسحق كرامتنا وعزّتنا.
أيُّها الشعب الأبيُّ الكريم..
لن ترضوا إلاّ أن تكونوا في مقدّمة الشعوب التي تحيي يوم القدس العالمي كما هو أهله، وبمستوى ما يُمثّله هذا الإحياء من انتصارٍ للدّين والأمّة وعزّها وشرفها، وما يُمثّله من صِدق هذا الشعب مع الإسلام، وانتصاره لقضاياه وقضايا الأمّة.
نحن جميعاً على أبواب يوم القدس العالمي الذي يفرض علينا أن نستحضر كلّ تفاصيل المحنة التي يعاني منها المسجد الأقصى والقدس وفلسطين، والأمّة الإسلامية كلّها؛ من عدوان الصهيونيّة ومكائدها وتآمرها وتهديداتها لهويّة الأمّة ووجودها، فضلاً عن كلّ مصالحها ووحدتها، خاصّةً بعد مأساة التطبيع الخيانيّ مع هذا العدوّ اللدود الذي انخرطت فيه دولٌ عربيّة متعدّدة لتدخُل في حربٍ في مواجهة الأمّة، في جبهةٍ واحدة مع الصهيونيّة الشرّيرة ومسانديها من شياطين الاستكبار العالمي.
ورغم ذلك، فإنّ الدولة الصهيونيّة محكومٌ عليها بأنّها دولة مؤقتةٌ وزائلة، وأنَّ مآلها إلى مزبلة التاريخ، ذلك لمعاداتها لكلّ القيم الرفيعة، وسلوكها منهج الاستكبار والفساد والمُضادَّة لجبروت الله وحاكميّته، ولنهوض الروح الثوريّة المُقاوِمة في الأمّة وعملها على استكمال أسباب النصر ولِوَعده بأنْ يُمكِّن المستضعفين من أهل دينه ونصرته ويجعلَهم الوارثين في الأرض.
قُدُمَاً قُدُمَاً يا أمّة المجد على طريق العطاء والبذل والفداء والتضحيّة والنصر العزيز الواسع الشامل الأكيد، وإنّما العاقبة للمتقين، والخزي والعار والخسران للخونة والناكصين على أعقابهم والمتآمرين.
إحياءُ يوم القدس العالميّ هذا العام، ولخصوصيّة الظروف المُحيطة بنا هذه الأيام؛ لابُّد أن ينطق بكلّ قوّة، من إجماع الشعوب الإسلامية والعربية على مواجهة الغطرسة الصهيوينة، ومخططاتها الخبيثة، ومخطط التطبيع الجريمة، المُواجهةَ التي لا لين فيها، ولا تَوَقُّفَ حتى نكتسح هذا الوجود الشيطانيّ، ونُطيح بهذا التطبيع الخبيث.
أعْطِي يا أمّة الإسلام والعروبة من يوم الإحياء لجبهة العدوان هذه المرّة؛ درساً مُرْعِباً عمّا يعنيه يومُ المواجهة والفداء، والله ناصرُ المؤمنين.
نَعَمْ، قُدُماً قُدُماً على طريق الفداء والعطاء والبَذْل والتضحية حتّى يوم النصر العزيز واجتثاث شجرة الباطل من الأرض.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.