وسط تكتّم النظام على ما آل إليه وضع الرمز المعتقل المضرب عن الطعام منذ 289 يومًا «الدكتور عبد الجليل السنكيس»، وإخفاء المناضل «أسامة التميمي» قسرًا منذ أشهر، وفي ظلّ صمت دوليّ مريب حولهما، يصبح السؤال «ما مصيرهما؟» مشروعًا.
فالدكتور السنكيس يواصل إضرابه عن الطعام منذ 8 يوليو/ تموز 2021، احتجاجًا على سوء المعاملة ومصادرة أبحاثه التي قضى 4 سنوات في إعدادها داخل سجنه، وعلى الرغم من المطالبات الدوليّة والحقوقيّة بالإفراج عنه، والتدهور الخطر في صحّته، فإنّ النظام الخليفيّ يصرّ على عدم منحه الحريّة التي هي حقّه، باستهتار واضح في حياته وسلامته.
بينما يكتنف الغموض وضع التميمي في ظلّ مرضه وتعنّت النظام في حرمانه العلاج، وانقطاع أخباره والتـكتم حـول وضـعه الـصحيّ بالـسـجن، حيث كان مرتزقة النظام الخليفيّ قد أقدموا على اعتقاله من سريره الأبيض بالمستشفى في يونيو/ حزيران 2021، وهو يخضع للعلاج لحالته الصحيّة المتعبة بعد إصابته بجلطة وأمراض كثيرة أخرى، وهو في حال خطرة بعد حرمانه من العلاج وفصل الأجهزة الطبيّة عنه، على إثر فضحه عمليّة محاولة تصفيته عبر تسميمه، وتحميل ابن عيسى شخصيًّا مسؤوليّة ما يجري عليه حاليًا.
يذكر أنّ الدكتور «عبد الجليل السنكيس» أحد الرموز الـ13 الذين اعتقلوا في العام 2011، وهو يعاني من متلازمة شلل الأطفال وفقر الدم المنجلي، وتعرّض لتعذيب وحشي أثناء الاعتقال، ما يزيد احتمال تعرَّضه للخطر، ولا سيّما مع تفشي كورونا في السجن، وقد دخل في إضرابٍ عن الطّعام عام 2015، استمرّ لأكثر من 300 يوم، احتجاجًا على ظروف اعتقاله.
أمّا المناضل المعتقل «أســـامـة التــمــيــمي» فقد اختاره ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير شخصيّة العام 2021 «عام الوعي والثبات»، وذلك لكونه اعتقل ظلمًا وعدوانًا انتقامًا منه على مواقفه الوطنيّة المشرّفة، بينما كان على سرير المرض بالمستشفى، وهو لطالما ساند خيارات الشعب وتطلّعاته، وشكّلت مواقفه أنموذجًا متميّزًا في مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيونيّ.