قدَّم الفلسطينيّون عدّة رسائل من خلال عمليّاتهم الفدائيّة الأخيرة استهدفت بعضها عرّابي التطبيع الجديد، ممن حاولوا التسويق لمشروعهم بوصفه “صفقة” في صالح الفلسطينيّين، ستُتيح إرساء “سلام” على أساس “عادل”، وفق ما روّجته الأنظمة المطبّعة في الإمارات والبحرين التي برّرت توقيعها ما يسمّى اتفاقيّات إبراهام، بوقف عمليّة الضمّ التي كان منويًّا تنفيذها بموجب صفقة القرن.
ويرى مراقبون أنّ المنطلق الذي تتبناه هذه الأنظمة، وتجعله شماعة تطبيعها مع المحال عقيمة بحد ذاتها وغير قابلة للحياة في أيّ نفس كريمة، فإنّ الكيان الصهيونيّ في هدف وجوده وآليّاته، لا يمكن له أن يكون كيانًا سلميًّا أو يسعى له حتى، بل هو لا يعرف إلا العداء بوجه جيران أحرار لا يفقهوا من الخضوع معنى، وبالتالي لا يمكن أن يرضى بامتلاكهم قدرات تنافسه للدفاع عن اعتداءاته، الأمر الذي يعدّ تهديدًا لأمنه القوميّ المزعوم.
وقدّم شباب فلسطين نموذجًا للردّ الشعبيّ الموجّه للداخل والخارج، أوّلها بوجه تنازل الطرف الفلسطينيّ الرسميّ، بإمضاء واحد، عن 78% من مساحة فلسطين (اتفاق أوسلو)، مقابل حُكم ذاتيّ على بعض الضفة الغربية وقطاع غزة (قبل تحريره)، اللذين يشكّلان 22% من المساحة الكاملة، فكلّ ما ورد جعل الشعب الفلسطينيّ دائمًا أمام خيارين التسليم أو المقاومة، ولطالما كان الردّ على هذه المعادلة قاسيًا على المستوطنين والعمليّات الأخيرة شكلت التطبيق الأحدث