قالت صحيفة «مكور ريشون» الصهيونيّة إنّ الأنظمة العربيّة التي طبّعت علاقاتها مع الكيان الصهيونيّ تتنافس على التقرّب منه.
وذكر محلّل الشؤون العربيّة في الصحيفة «آساف غيبور» أنّ تطبيع الدّول العربيّة مع الكيان الصّهيونيّ ينطلق من فرضيّة خشية الأنظمة الخليجيّة على أمنها ممّا يسمّى « التّهديدات الإيرانيّة»، وتراجع الالتزام الأمريكيّ بحماية المصالح الأمنيّة في المنطقة، في ظلّ تصاعد العمليات العسكريّة لجماعة «أنصار الله» في اليمن ضدّ العدوان الإماراتيّ والسّعوديّ»، وبالتالي وجد الكيان المحتلّ نفسه في وضعٍ تراه الأنظمة العربيّة وسيلة للاقتراب من الأمريكيّين، أو التأثير عليهم»- بحسب تعبيره.
وأشار إلى أنّ مشاركة وزير الخارجيّة الأمريكيّ «أنتوني بلينكن» في الاجتماع السّداسي «بالنّقب المحتلّة» أكّدت أنّ الجميع على الموقف نفسه من التّهديدات الأمنيّة، بجانب حاجتها إلى تعزيز مصلحة واشنطن في الحدّ من أزمة الطّاقة التي اندلعت عقب أزمة أوكرانيا، والحدّ من ارتفاع أسعار النّفط، إذ طلبت الولايات المتّحدة من السعوديّة زيادة إنتاج النّفط، لكنّ الأخيرة أعلنت خفضه جزئيًا بسبب معاملة الأمريكيّين في قضيّة اليمن.
ونقلت الصّحيفة تصريحات للسّفير الصهيونيّ لدى البحرين «إيتان نائيه»، بأنّ «المنامة تنظر لإسرائيل على أنّها جزء من الحلّ لمواجهة مخاوفها الأمنيّة، وأنّ عقد الاجتماع في «النّقب» بحضورٍ أمريكيّ، يشير إلى أهميّة تل أبيب كمحورٍ إقليميّ مركزيّ، خاصّة بعد تنامي النّفوذ الإيرانيّ، والخروج البطيء للولايات المتّحدة من منطقة الشّرق الأوسط، والآن انضمّت أيضًا قضيّة أوكرانيا وروسيا وحلف النّاتو، بمعنى أنّه من المريح للأمريكيين مغادرة الشّرق الأوسط، مع تحميل إسرائيل المسؤوليّة عن أمنه».
وأضافت أنّ المحافل «الإسرائيليّة» ترى أنّ الدّول العربيّة المُطبّعة معها باتت شريكةً في الحفاظ على مصلحة الأمن القوميّ للمنطقة، حتى أنّها أصبحت ترى نفسها شريكةً موثوقةً للكيان، بزعم تعزيز الرخاء الإقليميّ، تمهيدًا لإقامة شبكة أمنيّة واسعة بين هذه الأطراف مجتمعة، حتى وصل الأمر للصّهاينة إلى الادّعاء بأنّ تنافسًا نشأ بين الدّول المُطبّعة ذاتها في التقرّب من دولة الاحتلال، خاصّةً بين مصر ودول الخليج، التي باتت أكثر قربًا من الكيان المحتل، وارتباطًا بها- على حدّ تعبيرها.