استنكرت عشائر البحرينيّين العبديّين في البصرة التدخّل السعوديّ في البحرين ولا سيّما بعد احتلاله لها، إضافة إلى «مجزرة شعبان الكبرى».
وأدانت العشائر في تصريح لها على هامش الحفل الخطابيّ الشعريّ الذي أقامه ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في البصرة يوم الإثنين 21 فبراير/ شباط 2022، إقدام النظام السعوديّ على احتلال البحرين وتدنيسه أرض الآباء والأجداد، واصفة ذلك بالاعتداء الغاشم والتدخّل السافر بالشؤون الداخليّة.
كما أكّدت أنّ «مجزرة شعبان الكبرى» التي أعدم النظام السعوديّ فيها 81 معتقلًا بينهم 41 من شباب القطيف هي خرق لحقوق الإنسان وحرمة هذا الشهر المبارك بما يخالف الدساتير والأعراف .
وكان ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير قد أقام مهرجانه الخطابيّ الشعريّ في البصرة الفيحاء بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشرة لدخول جيش الاحتلال السعوديّ الإماراتيّ للبحرين، وتأبينًا لشهداء مجزرة شعبان الكبرى، حيث حضره حشدٌ من الشخصيّات السياسيّة والحزبيّة والإعلاميّة الرفيعة المستوى، أعربت عن تضامنها الكبير مع الحراك الثوري في البحرين، وندّدت بجرائم النظام الخليفيّ والسعوديّة والإمارات.
وشاركت في الحفل وفود رسميّة من مختلف العشائر العراقيّة من المحافظات كافة، معلنةً تأييدها لثورة ١٤ فبراير ومستنكرةً الاعتداء الغاشم على الشعب البحراني المسالم.
وقد تضمّن برنامج الحفل: تلاوة آيات من القرآن الكريم، وتحيّة خاصّة للمقاومين والشهداء، والنشيد الوطنيّ للعراق (موطني) والنشيد الوطنيّ للبحرين (موطن السلام)، ثمّ عرض لمقطع مصوّر يوثق أهمّ الأحداث التي جرت في البحرين بعد دخول النظامين السعوديّ والإماراتيّ.
وتلت ذلك سلسلة من الكلمات الرسميّة بدأها مدير المكتب السياسيّ للائتلاف في بيروت «الدكتور إبراهيم العرادي»، الذي وجّه التحيّة لمسقط رأي الشهيد المجاهد «أبو مهدي المهندس»، وتناول مشروع الحرب والإبادة الذي أراده نظام آل خليفة من خلال دعوته القوّات السعوديّة والإماراتيّة لدخول البحرين، مشيدًا بموقف أهل البصرة وعموم الشعب العراقيّ الداعم لقضيّة الشعب البحراني المجاهد والمظلوم.
كما ندّد بالمجزرة التي ارتكبها النظام السعودي التكفيري الإرهابي قبل أيّام، مستغلًا انشغال العالم بالحرب الأوكرانيّة، وهو ما كشف ازدواجيّة المعايير الدوليّة وسياسة الإفلات من العقاب.
وختم العرادي كلمته بمباركة ذكرى الفتوى التي صدرت عن المرجعيّة العليا في النجف الأشرف، والتي لم تنقذ العراق فحسب بل أنقذت كلّ المنطقة من براثن داعش وداعميه العالميّين.
وألقى عضو مجلس النوّاب العراقيّ «الحاج فالح الخزعلي» كلمة بارك فيها للحاضرين ذكرى ولادة الإمام المهدي المنتظر«عج» وذكرى الفتوى المقدّسة، مثنيًا على الدور الكبير للشهداء في تحقيق الانتصارات، ولا سيّما قادة النصر «الشهيد أبو مهدي المهندس والشهيد قاسم سليماني».
ولفت الخزعلي إلى الارتباط الوثيق الموجود بين الشعبين العراقيّ والبحرانيّ على مدى الزمن، مستنكرًا وجود قوّات الاحتلال السعوديّة الإماراتيّة على أرض البحرين.
كما أكّد تضامنه الكامل مع الأسرى في سجون النظام، والجرحى والأطفال والنساء الذين سقطوا نتيجة المداهمات، وعوائل الشهداء والمواطنين المسقط عنهم الجنسيّة ولا سيّما سماحة الشيخ عيسى قاسم، وكذلك عوائل شهداء مجزرة شعبان الكبرى.
وأشار النائب الخزعلي إلى المشروعين الذين تم تقديمهما في مجلس النواب لتجريم الدول التي دعمت الإرهاب وعلى رأسها السعوديّة، وتجريم الولايات المتحدة الأمريكيّة التي خالفت القانون الدولي من خلال احتلالها العراق، مشدّدًا على دعوة كلّ الفعاليّات الإعلاميّة والمؤسّسات الثقافيّة إلى الوقوف مع شعوب المنطقة في وجه من يريد كسر المقاومة.
واستنكر النائب «علاء الحيدري» من جهته دخول ما يسمّى درع الجزيرة إلى أرض البحرين لقمع الشعب المجاهد الصابر وإخماد الانتفاضة السلمية الشجاعة الهادفة إلى انتزاع الحقوق، كما أدان الإعدام الذي تم تنفيذه بحقّ كوكبة من شيعة القطيف الذين لا ذنب لهم سوى ولائهم لآل محمد «ص»، ورفضهم ظلم النظام السعودي وغطرسته.
وأكّد أنّ خطّ المقاومة سيبقى يستقطب قلوب الجماهير المؤمنة المتطلعة للحرية والعدل والرافضة للتطبيع والهرولة خلف الكيان الصهيونيّ، لافتًا إلى أنّ شعوب الخليج، وفي طليعتها الشعبين اليمنيّ والبحرانيّ، باتت أكثر وعيًا لمخطّطات قوى الإمبرياليّة، وأكثر إصرارًا على التحرر من سطوة الدكتاتوريّة، مشيدًا بالتحالف المستمرّ بين شعبي العراق والبحرين، والتأييد الكامل لائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير.
كما كانت كلمة لمدير هيئة الحشد الشعبي في محافظة البصرة «الحاج أبو ياسر الجعفري»، أكّد فيها أن سلطان آل سلول أوهن من بيت العنكبوت، ولهم أسوة بطواغيت الزمان بعد أن باعوا أنفسهم لأمريكا والكيان الصهيوني، مندّدًا بالحرب التي يقوم بها النظام السعودي في اليمن، واستنجاد طاغية البحرين بالقوّات السعوديّة الإماراتيّة لقمع الشعب البحراني المؤمن الذي رفض البيعة للكيان الصهيوني، والذي سيقلب الطاولة على الحكّام المستبدّين قريبًا، معلنًا الدعم الكامل لهم بالرجال والمال والسلاح.
وقد اختتم المهرجان بقصائد ثوريّة ألقاها شعراء من مختلف المحافظات العراقيّة، وهم: «الشاعر علاء العيساوي والشاعر علي الصفراني والشاعر كاظم الحمداني»، بالإضافة إلى أهازيج للسيد علي الميالي.