تغريدة واحدة، ببضع كلمات وأحرف معدودة، كانت أكثر من كافية لتقضّ مضجع المدعوّ رئيس الوزراء الصهيونيّ «نفتالي بينيت»، فهي رسائل من الفقيه القائد آية الله عيسى قاسم شديدة اللهجة له بعد تدنيسه أرض البحرين في الذكرى الحادية عشرة لانطلاقة الثورة المجيدة.
رسائل عدّة حوتها هذه التغريدة عميقة المضامين، فسماحة الشيخ استعمل في بدايتها النداء المباشر دون أيّ لقب أو توصيف للمدعوّ «بينيت»، ليردفها بذكرى ولادة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام»، لافتًا إلى أنّ هذه الذكرى ترفض وجوده على أرض البحرين، ولو للحظة واحدة، لأنّه العدوّ اللدود، وليس عبثًا من سماحته التطرّق إلى الإمام علي صاحب البأس الحيدري المعروف بانتصاره على اليهود أعداء الإسلام، هي إذًا استذكار لماضٍ لم يغب ولم يندثر، بل هو عائد كسنّة تاريخيّة تتجدّد.
«البحرين ترفضك الرفض كلّه»، هنا كلام سماحته في غاية الوضوح، البحرين ليست النظام الخليفيّ الذي فتح ذراعيه مرحّبًا بـ«بينيت»، فالبحرين بلاد مسلمة عربيّة لها عراقتها وقيمها ومبادئها التي على رأسها «القضيّة الفلسطينيّة ورفض التطبيع مع الصهاينة».
وآخر رسالة من سماحته هي الكلمة الفصل؛ فثورة 14 فبراير التي انطلق بها شعب البحرين لتقرير مصيره، والسعي إلى نيل حقّه السياسيّ هي «مقاومة لوجوده»، ولعلّ آية الله قاسم لا يقصد هنا وجود بينيت فقط على أرض البحرين، بل حتى وجود كيان محتلّ غاصب يحويه ويحوي أمثاله.
وكان رئيس الوزراء الصهيونيّ قد وصل مساء يوم الإثنين 14 فبراير/ شباط الجاري إلى البحرين، وذلك بالتزامن مع إحياء الذّكرى الحادية عشرة لثورة 14 فبراير، تلبيةً لدعوة رئيس الوزراء غير الشرعيّ «سلمان بن حمد آل خليفة»، بزيارة هي الأولى من نوعها، حيث التقاه مع والده الديكتاتور حمد يوم الثلاثاء 15 فبراير/ شباط. 2022.