لم يكن النظام الخليفيّ، ومنذ قدومه إلى البحرين غازيًا، على وئام مع الشعب، بل أكثر من ذلك فإنّه لم يقم له يومًا وزنًا وذلك انطلاقًا من عقليّته القبليّة القائمة على الدكتاتوريّة.
وبينما تحتفي غالبيّة الشعوب والدول بأعياد ومناسبات انبثقت من رحم انتصاراتها، فإنّ أعياد النظام الخليفيّ أو مناسباته الوطنيّة يعتمدها من تقويمه الزمنيّ الخاصّ به وبإنجازاته الوهميّة.
فما هو «العيد الوطنيّ» الذي يحتفل به النظام هذه الأيّام؟ ويعمل بكلّ مقدراته على تمجيده وتعظيمه؟
عادة ما يكون العيد الوطنيّ لأيّ دولة ذكرى يوم استقلالها عن المحتلّ، إلا البحرين، فقد ارتأى الديكتاتور حمد بن عيسى أن يحذف ذكرى استقلال البحرين عن الاحتلال البريطانيّ في 14 أغسطس 1971 من تاريخ البلاد وجعل يوم 16 ديسمبر العيد الوطنيّ وهو اليوم الذي تقلّد الحكم جورًا والده «عيسى بن سلمان»، ليدأب النظام على تمجيد هذا اليوم وتعظيمه، بينما يصرّ الشعب على تكريم نضالات الأجيال السابقة والتمسّك بذكرى الاستقلال الحقيقيّة، إضافة إلى تكريم دماء الشهداء الذين سقطوا وهم يقاومون هذا النظام الخائن في 17 ديسمبر من كلّ عام، وهو يوم استشهاد البطلين «هاني خميس وهاني الوسطي» في العام 1994.
في هذا العام، وكما في كلّ عام كانت البحرين على طرفي نقيض واضح، فبينما احتفل الشعب بشهدائه وذكراهم بمختلف الفعاليّات الشعبيّة من زيارات لرياضهم وتزيينها وإضاءة الشموع، وتظاهرات غاضبة، واعتصامات، وقطع طريق، إضافة إلى إحياء ذكرى أيقونة انتفاضة التسعينيّات العلاّمة الراحل الكبير «الشيخ عبد الأمير الجمري»، كان النظام الخليفيّ ومن يطبّلون له يحتفون بعيدهم الوطنيّ، واللافت كان احتفال سفارة النظام في الكيان الصهيونيّ للمرّة الأولى، حيث استذكر سفيره «خالد الجلاهمة» غزو قبيلتهم للبحرين تحت مسمّى «الفتح»، وهو مصطلح يعتمدونه آل خليفة لتبرير احتلالهم البحرين، والتي كانت مسلمة منذ آلاف السنين قبل وصولهم إليها.
إلى هذا يتواصل الحراك الشعبيّ، ويستعدّ شعب البحرين لفعاليّته السنويّة في مطلع كلّ عام «قادمون يا سترة» في نسختها السابعة، ليثبّت إصراره على المواصلة حتى تحقيق أهداف الثورة ونيل حقّه بتقرير مصيره.