أصدرت منظّمات «سلام للديمقراطيّة وحقوق الإنسان، ومنتدى البحرين لحقوق الإنسان، ومعهد الخليج للديمقراطيّة وحقوق الإنسان»، يوم الأربعاء 1 ديسمبر/ كانون الأوّل 2021 تقريرًا مشتركًا تحت عنوان «البحرين: التسامح الدينيّ في مرمى الانتهاك»، يتضمّن رصدًا للانتهاكات العاشورائيّة الفصليّة لسنة 2021.
وأوضحت المنظّمات الثّلاث أنّه طوال السّنوات الماضية، تمّ رصد التمييز المؤسسيّ ضدّ المواطنين الشّيعة في البحرين وتوثيقه، ومن ضمنه التمييز ضدّ حريّاتهم الدينيّة، موضحة أنّ هذا التقرير يقتصر على رصد الانتهاكات التي حدثت في شهرَي محرّم وصفر لهذا العام، وهما شهران يقيم فيهما المواطنون الشّيعة مواكب عزاءٍ، ومجالس يقرأ فيها الخطباء أحداثًا تاريخيّة مرتبطة بواقعة عاشوراء.
وأضافت أنّ التقرير يوضح كيفيّة استخدام النظام مؤسّساته مثل الأجهزة الأمنيّة ومراكز الشّرطة وإدارة السّجون من أجل قمع الحريّات الدينيّة والتمييز ضدّ المواطنين في معتقداتهم، وكيف أنّ الإعلام لا يغطّي هذه الانتهاكات الدينيّة.
وذكرت المنظّمات أنّ النظام دأب منذ العام 2011 على تحويل مناسبة عاشوراء إلى فرصةٍ لممارسة سياسة العقاب الجماعيّ بحقّ المواطنين الشّيعة، عبر التضييق الممنهج على الشّعائر الدينيّة، وأنّ أشكال الاستهداف الموسميّ تتعدّد بحسب تعقّد الأوضاع السياسيّة والحقوقيّة، ومنها «التضييق على السّجناء الذين يريدون ممارسة الشّعائر الدينيّة، والتعدّي على اليافطات ومظاهر عاشوراء ومنها «السّواد»، واعتقال الخطباء والرواديد ومسؤولي الحسينيّات وإساءة معاملتهم، واستدعائهم للمراكز الأمنيّة للتحقيق معهم في محتوى خطاباتهم وقصائدهم العزائيّة، والاعتداء على مواكب العزاء بقنابل الغازات المسيلة للدّموع أو الرصاص الانشطاريّ، كما شملت أشكال الاستهداف محاولة منع الصلاة المركزيّة في ليلة عاشوراء في العاصمة، وصولًا إلى التحقيق مع الخطباء حول الدعاء، أو تجريم رأي الخطباء حول وقائع تاريخيّة مرتبطة بتاريخ الإسلام وغيرها من أشكال المضايقات.
وأكّدت أنَّ مثل هذه التجاوزات هي نتاج قرارٍ سياسيّ ومنهجٍ عام للنظام، وليست سلوكًا فرديًّا.
وطالبت المنظّمات الثلاث النظام الخليفيّ بالتوقّف عن التضييق على السّجناء في ممارسة شعائرهم الدينيّة، وإيقاف الاستهداف والتمييز الطائفيّ، وعدم التضييق على ممارسة الشّعائر الدينيّة، واحترام التشريعات الوطنيّة التي تجرّم التمييز الدينيّ، والسّماح للمقرّر الأمميّ الخاص بحريّة الدّين والمعتقد بزيارة البحرين، ومساءلة المتورّطين بانتهاك الحريّات، وخاصّةً فيما يتعلّق بموسم عاشوراء، ودعت الدّول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان والمفوضيّة السّامية لحقوق الإنسان إلى دعم حقّ المواطنين الشّيعة في ممارسة حريّة الدّين والمعتقد في البحرين بدون تضييق.
يأتي هذا في وقت يتيح النظام للجالية اليهوديّة في البحرين، والتي يبلغ عدد أفرادها العشرات فقط، بإقامة كلّ شعائرهم الدينيّة واحتفالاتهم، بل حتى يشاركهم بها ويحضرها عبر ممثلين عنه من آل خليفة، وآخرها مشاركة المدعوّة «رنا عيسى آل خليفة» في إضاءة ما يُعرف بشمعدان «عيد الحانوكا» اليهوديّ، وبحضور أوّل سفيرٍ للكيان الصهيونيّ لدى البحرين «إيتان نائيه»، الذي وصل إلى البلاد بالتّزامن مع اليوم الدوليّ للتضامن مع الشعب الفلسطينيّ.
ويعدّ «نصب الشّمعدان» أو «شمعدان الهيكل» دلالة يهوديّة على مزاعم حقّ الصّهاينة في بناء هيكلهم المزعوم، وبناء دولةٍ عاصمتها القدس المُحتلّة.