يواصل المعتقلون صغار السنّ في الحوض الجاف إضرابهم عن الطعام منذ أسبوع، بالرغم من سوء الأوضاع الصحيّة التي بدأوا يعانونها، أبرزها تدنّي مستوى السكر إلى مستويات خطرة ومقلقة.
وقد أوضحت الحقوقيّة إبتسام الصائغ أنّ مطالب المعتقلين التي من أجلها بدأوا الإضراب هي مطالب محقّة وبسيطة، منها إطالة مدّة التشمّس لساعتين على مرحلتين، والسماح بإدخال أجهزة MP3، وتنويع ألوان الملابس بدلًا من الاقتصار على اللون الأحمر، وإحياء المناسبات الدينيّة في المسجد للجميع، وتوفير اتصال مرئي كلّ أسبوعين لمدة 15 دقيقة، وإدخال الأحذية وبعض الأغراض الخاصة، وتنويع قنوات التلفاز، لافتة إلى أنّ إدارة السجن قد وعدت بتنفيذ بعض هذه المطالب واستحالة تنفيذ البقيّة.
إلى هذا يتحرّك أهالي المعتقلين لإنقاذ أبنائهم، وقد رفضت ما تسمّى الأمانة العامة للتظلمات استقبالهم، متذّرعة أنّ ما يحصل في الحوض الجاف هو مزاعم تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعيّ، مبرّرة عدم استقبال الأهالي بالإجراءات الاحترازيّة من كورونا.
وبرّرت رفض إدارة السجن لمطالبات المعتقلين بأنّ مجمل هذه الطلبات مخالف للقانون، وأنّ التماهي معها سيؤدّي إلى شيوع شكل من أشكال المعاملة غير العادلة وغير المنصفة، وفي غير صالح النزلاء الآخرين الملتزمين بالقانون وبأنظمة المكان وهم الأكثريّة، بحسب تعبيرها.
وكان عدد من المعتقلين السياسيّين، صغار السنّ في مبنيي 1 و2 في سجن الحوض الجاف، قد أعلنوا دخولهم في إضراب عن الطعام المفتوح بدءًا من يوم الثلاثاء 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، وذلك بسبب التضييق الممارس عليهم، واستمرار تجاهل معاناتهم بخصوص انتشار الأمراض الجلديّة، حيث يطالبون بزيادة وقت التشمّس من ساعة إلى عدّة ساعات، وذلك بعد تفشي الجرب بينهم، إذ إنّهم يبقون في الزنازين لمدة 23 ساعة في اليوم ويسمح لهم بساعة واحدة فقط للتشمس تقسم بين النشاط البدنيّ، ويستقطع منها وقت الاتصال ومراجعة الإدارة؛ فتتحوّل إلى دقائق لا تكفي للاستفادة من الشمس.
يذكر أنّ الديكتاتور حمد بن عيسى قد صدّق على ما يسمّى «قانون العدالة الإصلاحيّة للأطفال وحمايتهم من سوء المعاملة» في 16 فبراير/ شباط 2021، وعلى الرغم من ذلك لا يزال الأطفال المعتقلون في السجون الخليفيّة يتعرّضون لانتهاكات جسيمة وتعذيب قاسٍ، ويعاملون معاملة الكبار.