ما إن انتهى «حوار المنامة» بهدوء نسبيّ «مصطنع» حتى بانت نيّات النظام الخليفيّ المبيّتة للشعب، حيث كثّف مسلسل الاستدعاءات، والأخطر منه الاعتقالات على يد جهاز المخابرات الذي اعتقل نحو 13 شابًا من عدّة مناطق بتهم الإرهاب الجاهزة والمقولبة في أدراجه.
هي اعتقالات سافرة، بتهم كيديّة، مخطّط لها، ويبقى السؤال المشروع: لماذا هذا التوقيت؟ ونحن على مشارف ما يسمّى زورًا «اليوم الوطني» للبحرين (16 ديسمبر)*، وهو اليوم الذي يستغلّه الديكتاتور حمد لتبييض سجلّه الحقوقيّ الأسود عبر بعض الإفراجات عن معتقلين جنائيّين وغالبًا أجانب.
مدير المكتب السياسيّ لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في بيروت الدكتور إبراهيم العرادي رأى أنّ هذه الاعتقالات التعسفيّة تؤكّد أنّ «حمد بن عيسى» لا يقيم وزنًا لأبناء الشعب، إذ بمجرّد انتهاء «حوار المنامة» المضلّل حتى بدأت المداهمات «المخطط» لها.
ولفت العرادي في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر إلى أنّ هذه السياسة المشينة لن تقف في البحرين، وهذا النهج الذي يعتمده آل خليفة لن يتوقف، مضيفًا «حمد وسلمان في كلّ يوم يعلنان العداء على الشعب عبر أسلوب الاعتقالات الوحشية وعبر سياسة الفقر الممنهجة وجعل الناس يعيشون العوز والحاجة والإهانة،انتفاضة الشعب هي بداية طريق الحل».
وقال إنّ النظام لا يعترف بوجود أزمة سياسيّة مستفحلة منذ عقود قديمة في البلاد، فهو لا يريد النظر إليها ولا السماع عنها، فقط وضع بندقيّته وميليشياته في وجهها لأنّه يعرف أنّه الجاني والمتهم فيها، مؤكّدًا أنّ 14 فبراير هي محطة أساسية لحسم هذا الصراع السياسي الوجودي بين شعب وحاكم مهما طال أمد الوقوف فيها، بحسب تعبيره.
هذا وكان ما يسمّى «جهاز المخابرات الوطني» قد شنّ فجر يوم الإثنين 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 حملة مداهمات طالت عددًا من البلدات من بينها: الدراز والعكر والنويدرات، وأسفرت عن اعتقال نحو 13 شابًا على خلفيّة تهم كيديّة تحت عنوان «الإرهاب»، بينما تتواصل الاستدعاءات التي تطال حتى الأطفال.
* يوم الاستقلال الفعليّ في البحرين هو 15 أغسطس/ آب 1971، بينما تجاهله النظام الخليفيّ وجعل اليوم الوطنيّ 16 ديسمبر وهو يوم جلوس «عيسى بن سلمان آل خليفة» على سدّة الحكم.