تتجدَّد الاحتجاجات في سجون البحرين سيّئة الصيت بين الفينة والأخرى بسبب الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها إدارتها، وآخرها إضراب الحقوقيّ الدوليّ «الأستاذ عبد الهادي الخواجة» -المحكوم عليه بالمؤبّد على خلفيّة مطالبته بالتغيير الجذريّ- بسبب حرمانه من الاتصال بوالدته- حسب ما جاء على لسان ابنته زينب -.
وقد سبَقَ الخواجةَ «الدكتورُ المجاهد عبد الجليل السنكيس» الذي دخل إضرابه شهره الخامس بسبب مصادرة كتاب خطّه في زنازين الظلم والتعسّف، ومن أيامٍ قلائل أعلن المعتقلون الصغار الشروع في إضراب مفتوح بسبب عدم السماح لهم بالتعرّض للشمس لمدة كافية ما يعرّض صحّتهم للخطر.
وتتكرّر الإضرابات في مُدد قصيرة، والسبب عنجهيّة إدارة السجون غير المؤهّلة، والنفوس الأبيّة لمعتقلينا الأبطال، فمن الطبيعيّ أن يُوَاجَه تعنّت الضبّاط الجلادين بعزّة المعتقلين الأحرار وإبائهم، ولا بدّ من رادع يزيل الظلم والاضطهاد، ألا يكفي سلب الحريّة؟ بل يزيد عليها سلب الصحّة والكرامة.
العقليّة القبليّة للسلطة الحاكمة في البحرين تمتدّ لكلّ مفاصل الأجهزة التنفيذيّة داخل البلاد، وهو ما يعمّق قناعة التغيير وتحقيق مطلب تقرير المصير والأخذ بنتائج الاستفتاء الذي صوّت فيه شعب البحرين في العام 2014م، وقال كلمته التي لم يتراجع عنها، ولن يتراجع.
إنَّ ما يجري داخل السجون الخليفيّة لهو رهانٌ خاسرٌ من سلطة ديكتاتوريّة على أنَّ النفوس الحرّة للمعتقلين الشرفاء يمكن لها الخضوع لظلم الظالمين أو القبول بالإهانة وسلب الحقوق، وهم – المعتقلون – في مقام إبراز روح المقاومة في مقابل الجحيم المتفاقم يومًا بعد يوم، ولذلك لا بدَّ من مؤازرة حقيقيّة للمعتقلين بشتّى السّبل، وكلٌّ من موقعه