{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [سورة إبراهيم/ الآية 42].
ورد في «التفسير المبين» أنّ الغافلين عن الله وحسابه وعن أنفسهم هم الظالمون، أمّا الله «عزَّ وجلَّ» فلا يفوته شيء من عدوانهم وطغيانهم {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ}، وهو يوم يخرجون من الأجداث إلى ربّهم ينسلون.
ففي مشهد الصراع بين الظالم والمظلوم يتجلّى موقف المؤمنين، الموقف الذي يصبُّ في نصرة المظلومين قطعًا، وفي هذه النصرة تتنوّع الأدوات ولا تنقطع، فثمّة قتال على الأرض، وإعلام مقاوم، ودعم سياسيّ رسميّ، وإظهار للحقوق المنتهكة، وثمّة قلوبٌ تبتهل لله تعالى ليُعجّل في نصرهم على أعدائه وأعدائهم، كيف لا؟ وقد جاء عن رسول الله «صلّى الله عليه وآله» أنّه: «مَنْ أَحَبَّ أَهْلَ اليَمَن فَقَد أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَ أَهْلَ اليَمَن فَقَد أَبْغَضَنِي» (المجلسي: بحار الأنوار، ج ٥١، ص ٢٢٨).
يتعرّض أهلنا في اليمن الشقيق والعزيز لحرب ظالمة وعبثيّة منذ أكثر من 7 سنوات خلت، وبدعم وهّابيّ وإرهابيّ من الصهاينة والأمريكان والبريطانيّين والأعراب الجاهليّين، لذا فإنَّ إعلاء كلمة الله في هذا المورد تتطلّب في بعض البلدان تضحية كبيرة، كما حدث في مملكة آل سعود والبحرين ولبنان.
لا توجد قضيّة في العالم كلّه أوضح من قضيّة الحرب على اليمن من حيث تشخيص الظالم والمظلوم، والمعتدي والمعتدى عليه، لكنَّ الوقاحة في الأنظمة القبليّة الجاهليّة وصلت إلى حدِّ لا يوصف في السفالة والانحطاط، فلا يصحُّ لك بأن تجهر- ولو بكلمة- تساند بها المظلوم والمعتدى عليه، بيد أنَّ الأحرار ساروا في طريق ذات الشوكة وما زالوا يسيرون فيها، فها هو سيّد المقاومة والتحرير سماحة حجّة الإسلام والمسلمين السيّد حسن نصرالله يقول: «وإذا سألتني عن أشرف ما قمت به في حياتي وأفضل شيء وأعظم شيء، سأجيب: الخطاب الذي ألقيته ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن».
ألم تعتقل سلطات آل سعود سماحة آية الله الشيخ حسين الراضي في هذا الطريق؟
ألم يُعتقل العديد من المواطنين البحرانيّين لأنّهم أبدوا تضامنهم مع المظلومين من أبناء الشعب اليمنيّ؟
ألم تضيّق بعض أنظمة دول الخليج على لبنان المقاوم لأنّ وزير إعلامه قال إنّ الحرب على اليمن «عبثيّة»؟
لكنّ الشعوب لا تزال صامدة في هذا الطريق، وتنصر المظلومين في أيّ مكان قدر استطاعتها، وهذا هو المطلوب.